وأضاف الدكتور صبحي العبدالله وزير الزراعة خلال ترؤسه للاجتماع: يجب أن يكون التركز الأول في التعاطي مع شجرة الزيتون ومنتجاتها على تصنيع كل ما ينتج عنها وهي الشجرة الغنية لتربة فقيرة بدءاً من ثمار الزيتون مروراً بالزيوت ومخلفات عصرها وحتى أوراق الزيتون.
صعوبات ذو حدين
وتابع العبدالله هناك صعوبات تواجه هذه الشجرة منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي وعلى الجميع العمل لتجاوز هذه التحديات بدءاً من الحقل من خلال اعتماد أساليب متطورة وعلمية كالزراعة العضوية التي ترفع من قيمة وجاذبية تسويق المنتج مروراً بالري الحديث الذي يقلل من استهلاك الماء وكلفة الري وصولاً إلى نقل الثمار وعصرها وتخزينها فكل مفصل في هذه العملية له انعكاس على جودة المادة المنتجة سواء كانت زيتوناً أم زيتاً والجودة تنعكس بدورها على السعر وهذا يحدد إمكانية المنافسة في السوق الداخلية أو الخارجية ولذلك أدعو الجميع إلى التركيز على الحقل وعلى المعصرة.
أما فيما يتعلق بالصعوبات الخارجية فقال وزير الزراعة: أهم ما يعترض تصدير الزيت السوري هو زيادة تكاليف الإنتاج لاسيما لبعض مدخلات الإنتاج وبالتالي هذا يقلل من إمكانية المنافسة مع الآخر، أيضاً تواجهنا صعوبات مرحلية كالعقوبات المفروضة على المنتج السوري ولذلك أدعو إلى التركيز على ثقافة الاستهلاك حيث هناك عائلات لا تستهلك أي شيء من منتجات الزيتون وتستخدم بدله زيوتاً نباتية أخرى وللأسف بنفس السعر وهذا يحتاج إلى تعميم ثقافة استهلاك زيت الزيتون لفوائده الصحية العالية جداً وهذا ما يجب أن تقوم به عدة جهات، ووزارة الزراعة واحدة منها ويجب أن يلعب اتحاد الفلاحين دوراً في تسويق المادة وكذلك هيئة الصادرات والفلاحين أنفسهم من خلال جمعيات واتحادات نوعية.
وختم الوزير بالقول زيادة الإنتاج ليست مشكلة وهي ميزة يمكن لنا أن نستثمرها لمصلحتنا لكن يجب أن نعمل على خفض تكلفة الإنتاج والتوجه إلى التصنيع بقيم مضافة ووزارة الزراعة تعمل على الاهتمام بهذه الشجرة المباركة المتميزة بعطائها في أرض قليلة الخصوبة ونحن موجودون مع الفلاح في البستان لنقدم له أفضل الغراس ومن أجود السلالات إلى طرق المكافحة وإرشادات الجني والعصر، وحقيقة فلاحنا مثقف ويسبق خبراتنا أحياناً نتيجة حبه لهذه الأرض.
تحديات.. وحلول
وفي نهاية الاجتماع خلص المجتمعون الممثلون لمؤسسة الخزن والتسويق واتحاد المصدرين واتحاد الفلاحين ومكتب الزيتون واتحاد غرف الزراعة إلى وجود صعوبات فنية مثل عدم توفر اليد العاملة لقطاف الزيتون والتخزين السيء للزيتون قبل الجني وانخفاض سعر ثمار الزيتون والزيت في أشهر الذروة وخصوصاً في سنوات المعاومة وعدم التقيد بمواعيد القطاف وغلاء أسعار الصناديق البلاستيكية المستخدمة لتعبئة الثمار وكذلك هناك صعوبات تسويقية مثل سوء التخزين في المعاصر وعدم وجود شركات أو مشاغل لفلترة الزيت وكذلك عدم توفر أسواق جملة ونصف جملة لتجارة ثمار الزيتون.
وقدم المجتمعون عدة اقتراحات سيتم صياغتها بورقة عمل لمواجهة تلك الصعوبات مثل تطبيق مبدأ المكافحة المتكاملة على أشجار الزيتون للحصول على زيت خال من المبيدات الكيميائية وإحداث مخبر لتحليل الزيت وفق مواصفات عالمية وتفعيل عمل المجلس السوري للزيتون وإقامة المعارض الخارجية المتخصصة بالزيتون والترويج لزيت الزيتون ومنتجاته وإقامة بنك للزيت وفق نماذج البورصات وغير ذلك من الإجراءات.