تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رغدة بنت جيلنا

فضائيات
الأربعاء 30-5-2012
سجيع قرقماز

أعرف( الفنانة رغدة ) جيدا ً منذ حوالي 35 عاما ً، وقتها كنت في الصف الثالث (جامعة حلب - قسم اللغة الإنكليزية ) والتحقت هي بالصف الأول أدب عربي ، و كنا في (فرقة المسرح الجامعي ) بإدارة الفنان القدير عبد الرحمن حمود ، وإشراف الأستاذ الكبير وليد إخلاصي ، وكونها ابنة البلد اللاذقانية المنشأ فقد صار اهتمامي بها أكبر، وخاصة ً لقاءاتنا الفنية، ورحلاتنا الجامعية .

بعد أن اشتهرت كممثلة في مصر لم أرها إلا في اللاذقية أثناء تصوير فيلم ( الحدود ) مع دريد لحام، في بداية عام 1981 .‏

بالطبع تابعت أدوارها والشخصيات المهمة التي لعبتها في السنوات التي مضت، وكذلك لقاءاتها ومبادراتها في المجال الوطني والقومي إن كان في بغداد، أو غزة، أو لبنان .‏

ما دفعني للكتابة عنها - ولو بعد وقت ٍ طويل - اللقاء التلفزيوني الذي بث ليلة الجمعة ( على شاشة nbn ) معها حول الوضع العام في سورية والوطن العربي ، وكانت لها أفكار ٌ مهمة ٌ كفنانة ٍ ، وكاتبة ، لكن أكثر ما شدني في لقائها كان الحس القومي الواضح،والتحليل المنطقي للصراع في المنطقة.‏

لن أدخل في تفاصيل حديثها والمواضيع التي تحدثت بها ، بل سأقف عند مسألة الصراع في المنطقة كما حاولت رغدة أن تفهمه للمتفرجين ، والذي يمكن أن يوضع تحت عنوان ٍ كبير هو ( كيف يعيد التاريخ نفسه ) وهو الموضوع الذي يستهويني ويشدني للكتابة ، وخاصة ً لقناعتي بأن : التاريخ يدور في سلسلة ، ويعيد نفسه ولو بأشكال ٍ جديدة ٍ وأدوار ٍ جديدة .‏

في اللقاء المذكور تجنبت ( رغدة )الحديث بشكل ٍ مفصل ٍ عن الدور الهدام الذي قام ، ويقوم به المحافظون الجدد في العالم ، مدعومين من قبل قوى ً عالمية ً كثيرة،هدفها دعم النزعة العنصرية الصهيونية ،والانتقام من أي شعب ٍ ،أو أمة ٍ ، أو دولة ٍ - أساءت - كما يرى هؤلاء للصهيونية ، وكان غزو العراق هو المثل الأوضح في هذه المرحلة ، والمعروف أن المتضرر الأكبر من هذا الغزو كان الشعب العراقي ، والعربي ، ولصورة ٍ أوضح :‏

كانت الحضارة القديمة للمنطقة هي المتضرر الوحيد ،..‏

اللقاء مع رغدة ، إضافة ً لما ذكر ، هو لقاء ٌ مع الجيل الذي ولد في الخمسينات ودرس في الستينات والسبعينات ، وتشكل فكريا ً وأدبيا ً وفنيا ًَ من خلال ثقافة ٍ مهمة ٍ وأسماء أدبية ٍ وفنية ٍ وفكرية ٍ هامة ٍ أيضا ً ،أسست لجيل ٍ يلعب دورا ً هاما ً في الفكر والثقافة والحضارة هذه الأيام .‏

لذلك عندما يطرب جيلنا لأغنية ، لا يفهمها أبناء الأجيال الأصغر ، وكذلك الأمر بالنسبة للفلم والرواية والكتاب ، ليس نوعا ً من صراع الأجيال بل نوع ٌ من مصادر الثقافة التي تختلف بين جيل ٍ وآخر . حيث أثبتت ( رغدة ) من خلال هذا اللقاء أنها فنانة ٌ ملتزمة ٌ قولا ً وفعلا ً ، وتؤدي دورا ً شجاعا ً في أكثر من مناسبة ، وأكثر من مكان ، وأنها ممثلة جيل ٍ شرب حب الوطن من صدر الأرض وهموم الوطن .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية