وتزهر الأنجم.. وتورق الأرض كرامة وكبرياء. دفعوا دماءهم ثمناً لصك حرية واستقلال عشناه وتمتعنا بثمراته نحن الأبناء.
على مدى ستة وستين عاماً عشنا فيها على أرض سورية لم نعرف خلال هذه السنين الطويلة ثقافة غير الأمن والأمان.
مرت عقود لم نستيقظ فيها صباحاً إلا على صوت فيروز يملؤنا حباً وجمالاً والتصاقاً بالأرض وتمسكاً بالحياة.. نرتشف قهوتنا ولاهم يؤرقنا إلا ما خبأته الحياة لنا من هموم يومية صغيرة يختفي أثرها بمجرد البوح.
لقد أهدانا الأجداد أيقونة ساحرة بذلوا من أجلها الغالي والنفيس..وطناً سليماً معافى... جسداً جميلا خالياً من طعنات الغدر ورصاصات الحاقدين.
أظلتنا سماؤه وغمرتنا خيراته. كان ملعباً لطفولتنا البريئة وجنة لصبانا الرغيد زرعوا فأكلنا.. وتوسموا فينا الخير.. فماذا ترانا فاعلين به؟
أنا أخاطب اليوم أصحاب الضمائر الحية والتي مازال بها رمق من حياة ..
انظروا إلى عيون أطفالكم.. أي وطن أبناءكم ستهدون؟..
وطن الحب والرخاء والاستقرار والحرية؟ أم وطن الذل والانكسار؟..
في مقال للأديب شكيب أرسلان قرأت: « أنا أذكر أن أمي قالت لي مرة ونحن نهبط من بيتنا إلى الطريق العمومية في بلدتنا: هذا الجبل يا بني لا يخاف الغيوم التي تداعب قمته ولا البحر الذي يداعب قدمه وهكذا يجب أن تكون في الحياة!».
أما أنا فكلما سألني أطفالي عن هذا الوطن أرهقت اللغة بحثاً عن كلمات تلامس روعته.. ولا أجد .