خلال زيارتي إلى مصر، والقاهرة تحديداً، التقيت بصديق كانت تجمعه صداقة بزوج ابنة الممثل الكبير الراحل يحيى شاهين، صاحب الأدوار المتنوعة، التي قام بها بالبطولة الرجالية أمام المشاهد من أمثال أم كلثوم، وفاتن حمامة وغيرهما، قال لي: تعال معي فقد ترى ابنة يحيى شاهين، وهي لا تبخل عليك بمعلومات عنه، إذا كان الحديث يخصه، قلت: هيا على بركة الله، فأنا أحب الفنانين وأحب محادثتهم عنهم.
استقبلتنا السيدة، فلم أشك في أنها ابنة المرحوم يحيى شاهين، لأنها تشبهه تماماً، وقد عرفت أثناء تلك الجلسة الوحيدة من زوجها أنها وحيدة النجم الكبير، لم يرزق بسواها، ولما سألتها عما إذا كان والدها خريج معهد عال للتمثيل، قالت إنه ممثل قديم، أقدم من معاهد التمثيل التي ظهرت بعده، فلما سألتها ما إذا كانت الموهبة تكفي، قالت إنه كأبناء وبنات جيله من الممثلين، لم يتخرج في معهد للتمثيل، لكنه كان محباً للتمثيل حباً ملك عليه مشاعره.
وقالت لي: إن والدي رحمه الله، كان له أسلوبه في إتقان دوره، قلت: أي أسلوب ؟ قالت يأخذ دوره، وقبل أن يؤديه في الاستديو، كان يقف أمام المرآة في البيت، ويمثل الدور فكانت المرآة، معهده الذي يتدرب فيه على دوره. لقد استعمل الممثل الراحل يحيى شاهين هذه الأداة ليتدرب على دوره وقالت ابنته، إنني أذكر أنه لم يشذ يوماً عن استخدام المرآة، لا في الحفظ، بل في التدريب على النطق باللجهة التي يتطلبها المشهد، ولهذا لم يكن والدي متعباً للمخرجين، لأنه كان يدرس أدواره أمام المرآة ويجربها قبل أن يذهب إلى الاستديو، لهذا امتدح المخرجون(بابا) الله يرحمه، لأنه لم يكن متعباً، أما أعماله فتحتاج إلى زاوية أخرى.
هل بين ممثلينا في صورة الدراما الحالية من التجأ إلى المرآة ليؤدي دوره قبل أن يؤديه أمام الكاميرا.