وتشديدهم على المراقبين في القاعات الامتحانية بضرورة تجنب كل ما يثير الأعصاب .
هؤلاء التربويون من أصحاب المقامات العالية في الوزارة المعنية يدركون أهمية الحالة النفسية للطالب بل دورها في تمكينه من اجتياز الامتحان بنجاح , إذاً, لم يصموا الآذان عن سماع مناشدات الطلاب وذويهم لاسيما الأحرار منهم في أكثر من موقع ومكان في بلدنا الغالي على ضوء ما تشهده بعض مناطقه ومدنه من إرهاب عصاباتٍ أقسمت على إطفاء كل شمعةٍ بحد السيف والرصاص.
و آخرها والامتحان قاب قوسين أو أدنى رجاء ألف ومائتي طالب من أبناء مصياف والغاب ومحردة الذين طالب بعض المعنيين باسمهم قبل أشهرٍ أربعة بتخصيص مراكز لامتحاناتهم في مناطقهم كما الحال في السلمية بدلاً من إلزامهم بقطع نحو ستين كم يومياً ، وما تتضمنه هذه المسافة من مخاطر تهدد أمنهم وسلامتهم إن تجاهلنا الخوف والضغط النفسي الكفيلين بجعل المرء ينسى اسمه فكيف بمعلومات تم تحصيلها طوال العام الدراسي .
وإن كان البعض لاسيما الفتيات قررن مقاطعة الامتحان تحت ضغط خشية الأهل عليهن فإن آخرين سعوا لاجتراح حلول بالبحث عن بيوتٍ للآجار في منطقة الامتحان رغم ما ترتب ذلك عليهم من تبعاتٍ ماليةٍ ونفسيةٍ, في وقتٍ هم بأمس الحاجة لوجود الأهل معهم وإلى جانبهم أو بالاتفاق مع وسائط نقلٍ جماعيةٍ تقلهم ذهاباً وإياباً وهو ما لم يتمكنوا بإقناع السائقين به لأسبابٍ عدة في مقدمتها عدم ضمان السلامة .
الأيام تمر والامتحان يقترب ،وقلق الطلبة يزداد ،أما وزارة التربية فتتصرف وكأن أحداً سواها معني باتخاذ قرارٍ يطمئن القلوب ، ويريح الأعصاب ، ويعيد لأبنائنا الثقة بأن سلامتهم النفسية والجسدية تعنينا . إذاً, لابد من التذكير بضرورة قيام الجميع بواجباته في هذه المرحلة بكثيرٍ من المسؤولية ولتكن القرارات على مستوى التحديات لأن الغد لن يرحم كل من فرَط بالوطن وأبنائه.