وبهذه المناسبة زار اللواء محمد الشعار وزير الداخلية وكبار ضباط قوى الامن الداخلي قاعة الشهداء بمجلس الشعب وقرؤوا الفاتحة على أرواح شهداء التاسع والعشرين من أيار الذين قضوا أثناء القصف الفرنسي للبرلمان عام 1945.
بعد ذلك التقى رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام الوزير الشعار وصحبه وتحدث عن أهمية وعظمة البطولة والتضحية التي قدمها رجال حامية البرلمان في ذلك اليوم المشهود من تاريخ الشعب السوري ضد المستعمر الفرنسي.
ولفت اللحام إلى الدور الايجابي لاعضاء مجلس الشعب في المرحلة الراهنة من خلال التواصل مع كل شرائح المجتمع بهدف تحقيق تطلعات المواطنين ومطالبهم المحقة والموضوعية ليصار إلى معالجتها تحت قبة البرلمان.
وأشار رئيس المجلس إلى أن خطة عمل المجلس القادمة ستعتمد على فتح مراكز للاعضاء في المحافظات مهمتها متابعة ومعالجة قضايا المواطنين لتشكل تلك المراكز نوعا من التواصل المباشر معهم وتوعيتهم بطبيعة الازمة التي تتعرض لها سورية.
بدوره نوه وزير الداخلية في تصريح للصحفيين بأهمية هذه المناسبة والمكانة الكبيرة للشهادة بحياة الشعب السوري مشيرا إلى أن سورية بكل شعبها وقوى أمنها الداخلي وقواتها المسلحة جاهزة لتكون مشاريع شهادة للدفاع عن الوطن.
وأعرب الوزير الشعار عن تقديره للتضحيات التي قدمها رجال قوى الامن الداخلي ويقدمونها بشكل يومي في سبيل الدفاع عن أمن الوطن واستقراره.
كما كرمت وزارة الداخلية بهذه المناسبة اسر وذوي شهداء قوى الامن الداخلي الذين قضوا على يد المجموعات الارهابية المسلحة خلال تأديتهم لواجبهم الوطني في الدفاع عن امن الوطن واستقراره وذلك في مبنى الوزارة.
وأشار الوزير الشعار في كلمة له إلى ان عناصر حامية البرلمان من رجال الشرطة والدرك سطروا صفحة نيرة في سجل التضحية والعطاء وقضوا شهداء في مواجهة قوات المستعمر الفرنسي ضاربين المثل الاروع في وقفتهم البطولية في الذود عن الكرامة الوطنية وطلب الحرية والاستقلال.
وتوجه الوزير الشعار إلى اسر وذوي الشهداء قائلاً: ان مشاركتكم في هذه المناسبة اليوم تضفي عليها بريقاً خاصاً وتجدد العزم والثقة على متابعة العمل مقتدين بمآثر الشهداء وكريم عطاءاتهم لتحقيق الطموحات الغالية في صون ورفعة الوطن مؤكدا ان الشعب السوري كرس عبر موروثه الثقافي والوطني والحضاري قيم الشهادة ومعانيها السامية في مواجهة مختلف موجات الغزو والاستعمار.
واستعرض الوزير الشعار فصول المؤامرة التي تتعرض لها سورية مبينا أنها تواجه أعتى الحروب الكونية للنيل من صمود شعبها وعزيمته ومن ثبات موقفها واستقلال قرارها وسيادتها التي لا تقبل المساومة لافتا إلى ان الولايات المتحدة والصهيونية العالمية والكيان الصهيوني برعوا في صوغ المؤامرة التي تدور فصولها الدنيئة على ارض سورية وجندوا لها أتباعا يحركونهم كالدمى من دول اقليمية وعربية.
وأكد الوزير الشعار ان الساهرين على امن الوطن وحدوده وسلامة الشعب وكرامته من رجال القوات المسلحة وقوى الامن الداخلي سيتكفلون بملاحقة فلول المتامرين والازلام المأجورين من ارهابيين ومسلحين وتطهير تراب الوطن من دنس هؤلاء المجرمين والخارجين عن القانون بهدف احقاق الحق واعادة الامن والامان إلى ربوع سورية.
وأوضح الوزير الشعار ان الشعب السوري بوعيه وأصالته والتفافه حول وطنه وقيادته وما قدمه من شهداء في قوى الامن الداخلي والجيش العربي السوري مكن سورية من افشال مخططات المتامرين مؤكدا ان اجرام المجموعات الارهابية المسلحة لن ينال من صمود هذا الشعب ومن عزمه على المضي قدما في طريق الاصلاح الذي أقرته حزمة المراسيم والقرارات التي أصدرها السيد الرئيس بشار الاسد.
واكد وزير الداخلية ان صمود الشعب السوري دفع المتامرين لاستخدام اخر أرصدتهم لافشال مهمة المبعوث الاممي كوفي عنان الرامية إلى وقف العنف وتوفير مناخ مناسب لقيام حوار وطني تحت سقف الوطن حيث عمد أدعياء الثورة والاصلاح الذين رهنوا أنفسهم للاعداء إلى تصعيد أعمالهم الاجرامية من تفجيرات ارهابية وقتل وخطف وترويع وارتكاب مجازر بشعة بحق المواطنين الامنين وحرق ممتلكاتهم وسرقة بيوتهم والتي كان اخرها المجازر الاثمة التي شهدتها بلدة تلدو وقرية الشومرية في محافظة حمص مؤخرا.
بدورهم أعرب ذوو الشهداء في تصريحات لوكالة سانا عن تقديرهم لهذا التكريم مؤكدين فخرهم واعتزازهم باستشهاد ذويهم الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن وحرصهم على مواصلة مسيرة الشهادة حتى تحقيق الأمن والأمان لسورية والحفاظ على عزتها وكرامتها.
وعبر احمد شيحة شقيق الشهيد الشرطي محمد شيحة عن اعتزازه باستشهاد أخيه البطل وهو يؤدي واجبه الوطني في الدفاع عن حرية وكرامة سورية.
وقال علي شيحة عم الشهيد الشرطي محمد شيحة ان حلم ابن أخيه كان الشهادة فداء لحرية سورية واستقرارها.
بدورها اعتبرت رجاء محلا والدة الشهيد الشرطي مهند أحمد عبود ان الشهادة في سبيل حرية الوطن وكرامته أسمى درجة يمكن ان ينالها الانسان ويطمح اليها كل مواطن حر شريف فيما دعا هادي احمد عبود شقيق الشهيد المجموعات الارهابية المسلحة إلى الكف عن القتل والذي وإراقة الدم السوري الطاهر بما يحفظ سورية ووحدتها الوطنية ويجنبها مخاطر الفوضى والتخريب.
من جانبه بين والد الشهيد الشرطي عبد الرزاق خلف الحسين ان الشهادة هي الطريق الوحيد لتحقيق النصر وهزيمة كل من يعبث بأمن الوطن.
واعرب بهاء الدين صبيح والد الشهيد الشرطي حسن صبيح ان ولدي نال شرف الشهادة لاننا نثق أن الوطن يستحق هذه التضحية وما مواساة أهلنا الا دليل على أننا لسنا فقط أسرة حسن وان الدماء التي أريقت عزيزة على قلوب الجميع.
وتخلل التكريم عرض فيلم عن شهداء قوى الامن الداخلي والتضحيات التي قدموها في سبيل رفعة سورية وعزتها وكرامتها.
حضر التكريم معاونا وزير الداخلية اللواء عبد الكريم سليمان والعميد حسن جلالي ومديرو الادارات والمكاتب المركزية في الوزارة وقادة الشرطة في محافظتي دمشق وريفها وحشد من أهالي وذوي الشهداء.