تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هلوسات أردوغانية

حدث وتعليق
الخميس3-10-2019
حسين صقر

من نافذة هزائمه يطل اللص أردوغان برأسه مستطلعاً أجواء التطورات، وبين الحين والآخر يعود للعزف على ذات النغمة النشاز، في وقت لم يدخر فيه أي إمكانات لاستغلال الأزمة في سورية،

ولا يزال مصراً على استخدام مفرزاتها كورقة ضغط لدعم ومساندة حكومته التي تتداعى اقتصادياً وسياسياً، وقد يكون ذلك عسكرياً في حال استمرت بتقديم العون والمساندة للإرهابيين والمرتزقة.‏

الغريب في الأمر أن رئيس النظام التركي لم يمل الحديث عن ذات الموضوع، والأغرب مزاعم حرصه على السوريين، وادعاؤه الخوف عليهم، وهو المتسبب الأول بتهجيرهم وتشريدهم، كي يتاجر بقضيتهم وأوراقهم على مستوى العالم، وما يؤكد وقاحته وغيه ولغوه، الحديث عن بناء ما يسمى وحدات سكنية على أراضي المنطقة الآمنة التي يتوهمها، معللاً نفسه بإيواء ثلاثة ملايين سوري يوجدون اليوم في تركيا، وفرض تغيير ديمغرافي على تلك المنطقة، لإبعاد شبح المكون الكردي عن حدوده الجنوبية من ناحية، ووضع تلك المساحة تحت الحماية التركية والأميركية من جهة ثانية، في خطوة للاستيلاء عليها وسلخها، وإلحاقها بالأراضي السورية التي تحتلها تركيا، وبهذا يفضح اللص المذكور ما يخبئه في خلده، وما يحلم به طيلة السنوات الماضية، وما أراد الوصول إليه عبر سنوات الحرب.‏

يبدو أن المهلوس أردوغان فقد وعيه، ولا يعرف أن ما يفكر فيه لن يرى النور، وسيبقى حبيس النفس، وأن أميركا سوف تتركه على أول محطة غارقاً في أضغاث أحلامه التي قد تتحول إلى كوابيس، فيما لو غامر بتحويلها إلى واقع، بينما السؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هو الغرض من متابعة أردوغان للغوص في خطة ما يسمى المنطقة الآمنة، وهناك عقبات كثيرة تعترضها ولا تحول دون تنفيذها وحسب، بل تجعلها ضرباً من المستحيل؟ ولماذا يحصر رئيس النظام التركي خيارات الخروج من الأزمة في سورية ضمن تلك الآفاق، وهو العارف أكثر من غيره بأنه لن يحقق خلال الأشهر والأسابيع القادمة ما لم يستطع إنجازه خلال سنوات خلت؟‏

المضحك أيضاً أن أردوغان يفصح عن عدد الوحدات التي يحلم ببنائها، وعدد ساكنيها، وكأن الأمر مجرد نزهة، متجاهلاً أن حساب الحقل لا ينطبق على حسابات البيدر، وغالباً ما تقلب المفاجآت الموازين، أو تحطمها على رؤوس حامليها.‏

huss.202@hotmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية