ويقوم مضمون قصائد المجموعة على نظرة لما وراء الأشياء فتضيف لها عناصر جديدة لم تقلها تلك الأشياء مباشرة أو ربما قالت نقيضها كما في قصيدة (المطر الغريق).
ويبدأ عشق الوطن عند الشاعرة خلوف من البيت الأول ومسقط رأسها سلمية فهي في عشقها لمدينتها إنما تجسد تعلقها بالمكان الذي هو أول مظاهر التمسك بالأرض وحب الوطن فتقول:
سلمية.. وردة شمس.. ونهارات وجع.. دمعة الندى.. على خد قلعة شمس..
صفصافة بكاء تهاطلت وتقصفت.. وتكسرت من عينها الزرقاء
الهم الوجداني المشبع بالألم الذاتي تبثه الشاعرة خلوف في معظم قصائد المجموعة عبر حالات شخصية ولكن يمكن إسقاطها على أبناء المجتمع فتجدها مرة تعلن صمتها في (لا صوت في حنجرتي) ومرة تبكي بحزن شديد أباها الراحل في (أبي في مثل هذا الحزن) وأخرى تحن إلى مسافر في غربة بعيدة في (لا أجيد الفراق).
مجموعة الشاعرة خلوف غنية بالموسيقا الداخلية رغم فقدانها عنصري الوزن والإيقاع كعلامة من علامات الشعر العربي لتعوض عنهما بتلك الصور المجنحة والعلاقات المبتكرة بين الأشياء والجمل الانسيابية التي تدخل إلى مخيلة القارئ بعفوية.
تقع المجموعة في 123 صفحة من القطع المتوسط وتقع في خمس وخمسين قصيدة صادرة عن دار باكير للطباعة والنشر.