تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وللتراب قلب ينبض

ثقافة
الإثنين 10-3-2014
سهيلة علي إسماعيل

سنزرع كي لا يغيب المطر

ونزهر كي لا يبيد الشجر‏

نشق الظلام ليزهو القمر‏

نضوي الشموع‏

لتبقى الفراشات تسخر‏

من موتها المنتظر‏

نغني ونرقص رقص الذبيح‏

إلى أن يستجيب القدر‏

بهذه الكلمات الجميلة وعنوانها (قدر سوري) والمعاني المعبرة تبدأ الكاتبة غادة اليوسف مجموعتها الشعرية نبض التراب الصادرة مؤخرا عن دار أرواد للطباعة والنشر وهي تلخص قدر الشعب السوري وتحديه للظروف التي فرضتها الأزمة. ومن صورة جميلة إلى أخرى أجمل ننتقل مع الكاتبة وكأننا لا نقرأ كتاب شعر وإنما نتصفح كتابا رسمت على صفحاته لوحات فنية بألوان مختلفة لا يغيب عنها الرمادي والأسود والأحمر بألفاظ تحقق الجمال والجزالة والقوة وكأن الكاتبة تحقق مقولة معروفة لدى قارئي وناقدي الشعر: (خير الشعر ما لا يحجبه شيء عن الفهم وخيره أيضا ما معناه إلى القلب أسرع من لفظه إلى السمع) ففي قصيدة (بدد) نقرأ:هذا التراب ترابنا:‏

سألت عن ذراته أحلامنا‏

في طينه المعجون بالدمعات‏

صاغت أمن أيامنا‏

ولأن للأمكنة لدى الكتاب والشعراء وقع خاص تحضر المدن بعذاباتها وفرحها، بأملها ويأسها وحتى بتفردها، فعن دمشق نقرأ:‏

يا تنهيدة الأنين‏

إلهة الحبق.. ياقبلة الحنين‏

إن مت يا حبيبتي‏

فكيف تبعثين‏

مذأبة.. مسغبة.. أم حضن ياسمين‏

وعن حمص مدينة الشاعر الراحل نسيب عريضة حيث يأتي إليها معايدا في استحضار وظفته الكاتبة للوصول إلى الفكرة تقول بعنوان (في حمص عيد):‏

في حمص تشكونا الحجارة يانسيب‏

وقد قست بسوادها بيض القلوب‏

في حمص تنكرنا الجوامع‏

والكنائس والبيوت المؤمنة‏

وكتعبير عما تعرضت له مدينة حمص من أحداث مؤلمة أدت إلى تخريب نسيجها الاجتماعي:‏

نسيب أوقد لمنفاك الشموع.. مؤبدا ذاك الرحيل‏

أطفئ حنينك يانسيب أطفئ..‏

فكل موالف أمسى غريب ؟ !‏

وهكذا ورغم الحزن الذي يطغى على أغلب قصائد المجموعة الأربعة والعشرين تبقى قراءتها مغرية وممتعة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية