تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ندوة الفكر و الأدب تحتفي بتجربة خالد أبو خالد.. المشاركون: شاعر ملحمي من نبض الالتزام

ثقافة
الإثنين 10-3-2014
متابعة: فاتن دعبول

انا شاعر عربي بامتياز ولكنني مولود في فلسطين، ورغم اني لم احصل على جائزة قط ولكنني كرمت في سورية والوطن العربي كما لم يكرم شاعر «خالد ابو خالد».

فشعره على حد قوله لا يصفق، لكن في داخله و في نسيجه موقف نقدي من مجريات الواقع العربي بما فيه العربي الفلسطيني، وفي حديث خاص للثورة على جانب ندوة الفكر و الادب التي اقيمت في المركز الثقافي «أبو رمانة» قال ان للنقد مستويين، مستوى تشجيعي و يخص المبدع الناشئ فيأتي النقد كنوع من التحفيز للمزيد من التطور و التقدم وليجنبه الاحباطات التي يحدثها الصمت عن عمله و ما يقدمه و مستوى اخر و يخص المبدع المتمرس والذي تجاوز عمر ابداعه بين الخمسة و العشرين والخمسين عاما، هنا يكون النقد تحفيزيا و يشعره انه موضوع على المشرحة و يجعله بالتالي اكثر قدرة نقدية على محاسبة منتجه، ويجعله قادرا على الاحساس بمسؤولية أكبر تجاه ما ينتج.‏

وفي رايه ان المتابعات النقدية بما فيها الدراسات لايمكن ان تكون موضوعية في مطلق الاحوال بل هي في طبيعتها محكومة اما بالمحبة او بالاستسهال او بعدم قدرة الناقد على وضع يده على مفاصل العمل و تحليله وتشريحه.‏

ويعتقد بدوره ان الحب تجاه المبدع او تجاه عمله يلعب دورا كبيرا في تصويب البوصلة الى العمل، لان الحب هو الذي يدفع الناقد اذا كان المبدع جديرا بهذا الحب، بان تكون قراءته متأنية و ان تكون ايضا اداته في التحليل سليمة.‏

فكيف نظر المشاركون في الندوة الى شعر خالد ابو خالد ؟.‏

قدم الناقد الدكتور نزار بريك هنيدي قراءة نقدية في شعر أبو خالد مستشهدا في قصيدته «فرس لكنعان الفتى» لغنى هذه القصيدة بالشبكات الدرامية و امتداد هذه الشبكات الى جميع تشكيلاتها البنيوية و اللغوية والاسلوبية و السردية والتخييلية ما يجعلها قادرة على اسر المتلقي و تحريض حواسه و ملكاته و استنفار مخزونه المعرفي وذاكرته و تجاربه في سبيل انتاج الرؤيا العامة لها و يرى الدكتور هنيدي ان هذه الصفات هي المأثرة الاهم للقصيدة ذات البنية الدرامية.‏

حيث بين أن المتلقي يمكن أن يتلمس ملامح الشعر الدرامي في كثير من قصائده حيث تتعامل المكونات البنائية المستمدة من مفردات الواقع مع العناصر المأخوذة من الأسطورة أو من الميراث الشعبي مع محتويات الذاكرة الفردية والجمعية والشذرات المترسبة في قاع وجدانه من الثقافة الإنسانية والتاريخ البشري.‏

وأضاف هنيدي: في شعر أبو خالد تتعدد الأصوات وتتناغم الأساليب التعبيرية المختلفة فتكتنز قصيدته في المقاطع الغنائية الصرفة والفلزات السردية وأشكال الحوار المتعددة كما تتقاطع الأزمان المختلفة وتتجاور الأماكن المتباينة ويختلط الواقعي بالمتخيل حتى يتألف من ذلك المعمار الفني للقصيدة الذي يشع بالرؤى والدلالات التي تتعدد وتغتني بقدرة المتلقي على الالتقاط حيث بين بأسلوب منهجي تطبيقي عددا من الرؤى والاستكشافات الأخرى في شعر أبو خالد..‏

وقد تناول الناقد الدكتور راتب سكر تجربة الشاعر في استلهامها التراث الثقافي العالمي فضلا عن التراث العربي متوقفا على قصيدته الطويلة «العوديسا» التي جاءت في ثلاثة مقاطع طويلة بنحو اربعين صفحة منبثقة من رؤية فلسطينية لاوديسا هوميروس وشتات بطلها اوديس او عوليس الذي تماهى في شتاته و مغامراته مع شتات الشخصية الفلسطينية في قصائد الشاعر و مغامراتها، وكمت انتظرت الزوجة بينيلوب الزوج المسافر بعيدا تنتظر الام الفلسطينية ابناءها في شتاتهم على طريق العودة بينما ترمز شخصية الولد الفلسطيني في القصيدة الى جيل المستقبل الذي سينتقل الى كفة جمرة الحب و التعلق الانساني بالبلاد التي ابتعد اهلها عنها.‏

وقد ركز بدوره على الدلالات الشعرية فكان للبحر رمز ودلالة أخذت تحولا مهما بعد الخروج من بيروت في السفن التي سارت بالمقاتلين الفلسطينيين إلى شتات جديد، فكان الهم الفلسطيني يغلب على هم المثاقفة مع الاخر و هاجس العودة هو المسيطر دائما..‏

وقال الناقد الدكتور غسان غنيم ان خالد أبو خالد شاعر مثل شعراء فلسطين كل ما ينطق به يطمح إلى زيتونة في حيفا أو ليمونة أو شجرة برتقال تظل الفلسطيني في ظلها لافتا أن قصيدته العوديسة التي كتبها أيضا تذكر بكل الشعر الفلسطيني الذي تحدث عن العودة، ونوه بدوره ان ما قيل عن التأثير الغربي في شعره فالحقيقة ان هذه التاثيرات اتت من البيئة الفلسطينية و بالتالي هي تساوقات مع الذات و ليست مع الخارج ولكن في الان ذاته، هي حالة قد تكون عالمية.‏

وقرأ الشاعر خالد أبو خالد بعضا من مشروعه الشعري الذي يعده بعنوان: «كتاب الشام» مبينا أنه سينتهي من كتابه بعد أن تنتصر الشام وتعود إلى حالتها الطبيعية وذلك بأسلوب شعري تطورت فيه الألفاظ والدلالات وارتقى المستوى نظرا لقدرة الموهبة الشعرية وللتجارب الكثيرة التي مر بها الشاعر يقول في قصيدته من كتاب الشام:‏

يا حمام الشآم الذي لا ينام‏

يا حمام البيوت التي لا تموت‏

شفق...... او غسق...‏

سوف تأتي الغيوم بامطارها حين.. تأتي مواعيدها.. سوسنا.. او حبق..‏

يا نشيد فلسطين تحت قباب الشآم‏

حماة الديار.. عليكم سلام‏

على عاشقين حبيبين - في القدس‏

ظلا معا صاعدين‏

كما يصعد الابتهال‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية