تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صالة السيد تستعيد دورها في مرحلة الأزمة.. علي السرميني ومختارات الرعيل الجديد

ثقافة
الإثنين 10-3-2014
أديب مخزوم

على الرغم من إغلاق معظم صالات العرض الخاصة وبروز صعوبات عديدة تعترض مغامرة العرض، في مرحلة الأزمة الخانقة، فإن العديد من المعارض تحضر، كما لوأنها فسحات تفاؤل وأمل للزمن الآخر، الذي ينتظرون مجيئه.

إلا ان إدارة صالة السيد بالتعاون مع الفنان علي السرميني، وبعض الخريجين الجدد من كلية الفنون الجميلة، ارادوا تحريك الأجواء الفنية الراكدة، وخاصة في الصالات الخاصة، ليخرجوا لنا بهذا المعرض الجديد في فكرته، والذي يحرض الشبان الجدد، على الرسم والعرض، ويساهم في إزالة هذه العزلة، التي غمرت حياتنا الثقافية وأصابتها بالجمود والشحوب والتراجع.‏

والمعرض يقام تحت عنوان: (نبض ولون) متضماً مجموعة من اللوحات والمنحوتات والمحفورات (بتقنيات وأساليب مختلفة ومتنوعة).‏

علي السرميني ودوره الريادي‏

الفنان علي السرميني يعرض لوحة، من مرحلته التعبيرية التي أعطته، ومنذ سنوات طويلة، خصوصية أسلوبية تفسرحساسيته اللونية المفرطة في شاعريتها وغنائيتها. ونهجه الفني المتواصل دون توقف أو انقطاع، والذي يشكل حلقة وجزءاً أساسياً لا ينفصل عن تاريخ الفن السوري والعربي، وهو أول من وجه الأنظار إلى جماليات الفنون الجدارية المنفذة بتقنية ألوان المينا النارية، كما كان سباقاً في إحداث تغييرات جديدة في التجارب التعبيرية الغنائية، وساهم بالتالي في إيجاد تنويعات العناصر التشكيلية الإيقاعية الموسيقية المفترضة في عالمه الفني، والتي تبدو في مجمل لوحاته كأنها إشارات لنوتات موسيقية مسموعة بالعين.‏

وهو أحد أكثر الفنانين السوريين غزارة في الإنتاج والعرض، ويكفي أن نقول:إنه أقام أكثر من ثلاثين معرضاً فردياً في سورية والخارج.ولقد عرفناه في بعض جدارياته ولوحاته السابقة كفنان ملتزم عالج بتشكيلاته الحديثة أكثر من قضية سياسية واجتماعية وحياتية، وهو لايزال يتمسك بالحرية التعبيرية ويعاود رسم تلك التموجات الحاملة وتر اللون، الباحث عن غنائية ونورانية شرقية تعطي المشهد الطبيعي مفهوماً آخر وتعبيرية جديدة.‏

هكذا أبرز قدرات تعبيرية وتقنية ووصل إلى خصوصية أسلوبية، وأفسحت لوحاته الجديدة المجال في اختيار زوايا متنوعة، في تشكيل لوحة المشهد الطبيعي المحلي باتساعه ورحابة ألوانه. ولقد كانت ألوان الأرض والسماء في لوحاته قابلة باستمرار لطواعية التغيير، كونه كان يرسم ما تشاهده العين، ويعتمد تقنية التبقيع في صياغة إيقاعات موسيقا الشكل وموسيقا الظلال التي تختصر بدورها تقاسيم المفردات الواقعية نحو تشكيل تعبيري يعكس وهج الشمس الذي يحيل أماكن النور إلى بياض.‏

ولهذا كان إصراره في أعماله البحث عن معنى جديد للمساحة، من أجل إيجاد حركة حركة موسيقية ونغمية مشحونة بغنائية اللمسة العفوية والتلقائية. كل ذلك في خطوات البحث عن حقائق جمالية جديدة، لأن الوصول إلى اللوحة المغايرة، يعني دوماً إيجاد أو ابتكار أبجديتها ولغتها ومناخاتها الخاصة المفتوحة على المفاجآت الدائمة.‏

والمعرض يهدف الى جمع شمل بعض التجارب الشابة، وتحريضها على مزاولة الرسم والعرض, خارج إطار المشاريع الاكاديمية، التي تسبق عادة خطوات التخرج من المحترف الجامعي.‏

أسماء جديدة‏

احتوى المعرض أيضاً على مختارات من نتاج 16 اسماً من الرعيل الجديد وهم:أحمد النفوري واياد الحموي وجهيدة البيطار وحسان جربوع وخولة العبد الله وربا سرايجي ورهف مرتضى وسامي الكور وشذى الحوراني وشذى ميداني وصبا رزوق وعبيدة زريق وعلاء الشرابي وعلي المير وعمار عسالي ووعد شيخ قويدر.‏

ومعظم هذه الاسماء الشابة نراها تميل منذ البداية للتفاعل مع توجهات ما بعد الحداثة التعبيرية والتجريدية، وهذه الاشارات بدأت تظهر مع ازدياد شعور الجيل الجديد, ان الاساليب الواقعية والانطباعية قد استنفدت وتجاوزها الزمن، وان المرحلة الجديدة اصبحت مهيأة للانطلاق، من خلال الانفتاح على الاتجاهات الفنية الاكثر حرية وحداثة، وتجاوزا لمظاهر الاشكال الواقعية المقروءة في الواقع المرئي.‏

وهذا القول يؤكد من جديد ان اكثرية طلاب الفنون والخريجين الجدد، يسيرون في تجاربهم باتجاه مخالف للسائد والمألوف، في مسار تطور التجربة الفنية، فالمعروف ان الفنان يبدأ بعرض لوحاته الواقعية، قبل ان يتدرج وينعطف نحو الاساليب التشكيلية الحديثة، التي قد توصله الى التجريد اللوني الخالص.‏

أما هنا فأكثرية الخريجين والخريجات الجدد يريدون تجاوز الزمن الفني، والوصول من اول اطلالة الى أقصى حالات التعبيرية والتجريد اللوني الغنائي والانفعالي.‏

إلا ان هذا الشعور يتراجع حين نجد بعض التجارب القليلة المعروضة هنا، تبقى في حدود اختصار العناصر الواقعية للوصول الى صياغة تشكيلية، تتداخل فيها البقع اللونية والضربات الخطية، بقدر ما تذهب الى تحقيق صياغة تعبيرية تبرز فيها تعبيرات إنسانية، وإشارات رمزية وسوريالية وبدائية.‏

facebook.com/adib.makhzoum‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية