تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نساء من حديد أم من ورق ؟

عين المجتمع
الإثنين 10-3-2014
منال السمّاك

في كنف الرجل و تحت مظلته هي خاضعة خانعة، ُتختزل بصفة أنثى و وعاء إنجاب و القائمة بأعمال الخدمة .. قد تكون الزوجة الثانية أو الثالثة و ربما الأولى الراضخة لإرادة رجل ..

هي امرأة من ورق عفا عليها زمن في باب الحارة و ليالي الصالحية ، أو تطل من نافذة مسلسل شامي يخترق الفضاءات العربية ليرسم ملامح امرأة ذاع صيتها كدلوعة قابعة خلف الأبواب المغلقة تطيل الوقوف أمام المرآة لتتزين و ُتطرب لرنين ذهب ، تتقن فن الطبخ كما الثرثرة ، و تدور في فلك آدم و تسبح في فراغ فكري داخل حرملك ، لا انتماء لها إلا لأب أو أخ أو زوج ..‏

و في صورة أخرى أكثر عصرية هي نموذج لامرأة مثقفة متمردة على ذكورية مجتمع .. أو لعوب في استعراض رخيص لجسد هو جواز عبور نحو تحقيق منافع شخصية لنجاح وظيفي أو ترفع إداري أو ربح مادي ، و ربما مجرد سلعة تخوض المغامرات لا هم لها إلا التسوق و استهلاك العطاء و رمي الشباك .‏

صور إعلامية نمطية ظالمة تم تأطير المرأة السورية ضمن حدودها حتى باتت العنوان العريض ترويجاً و تسويقاً ، ما أهب لاستهدافها و انتهاكها عبر ثلاث سنوات من الأزمة .. لما لا و هي بطلة لزمن عار ، و فريسة في غابة ذئاب ، و خائنة في سكر وسط ، و حسناء سطحية متحررة دائمة البحث عن « نيو لوك « في صبايا !! مقدمات كانت كافية للتهافت على لاجئة شامية من قبل طالبي هوى و متخفين تحت قناع زواج سترة .‏

ظلمنا أنفسنا كمجتمع قبل أن نظلم نصفنا الثاني بتكريس نماذج تجاهلت امرأة حديدية مناضلة و صانعة قرار و فاعلة على ساحة وطن ، فالصور الناصعة غالباً لاتخرج إلا من بوتقة برامج إخبارية أو وثائقية و تاريخية، بينما تبقى مسلسلاتنا التلفزيونية ، تدور في فلك عصر حريم و نساء حارة و امرأة ضحية .. فهل ننصف نصفنا؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية