تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في المساحة الرمادية.. نصف فشل ونصف نجاح

مجتمع
الإثنين 10-3-2014
لينا ديوب

ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بتنمية الموارد البشرية، ورافق ذلك ورشات تدريبية لبناء القدرات في مختلف المجالات، ومن بين الحصص التدريبية كان هناك التركيز على المهارات الشخصية ،

أي استثمار المزايا الشخصية عند الفرد و أخذها كفرصة لتطوير أدائه في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية، ويمكن اعتبار كل ذلك تحديد للأشياء التي تمنعنا من أن تتغير إلى الأفضل‏

ونكون الإنسان الذي نريد، وهذا في حد ذاته خطوة أولى لتحقيق تنمية الفرد.، ولتحقيق التغيير في حياتنا نحو الأفضل. والتغيير أمر أساسي في حياة كل منّا كي يتطور، لكن ما يثير التساؤل والاستغراب أنّه أحياناً تكون موانع التغيير داخلية وليس بسبب البيئة الاجتماعية بل على العكس يكون حولنا المزيد من الفرص ونحن من يتجاهلها. وفي ظل الظروف الخاصة والصعبة التي نعيشها اليوم أصبح الكثير والكثيرات منا أسرى لحالات سلبية تجعلنا نشعر بأننا نتعايش مع هذه السلبية ونقاوم التغيير نحو الأفضل، ولو حاولنا الخروج من هذه الدائرة نجد أن من أهم وسائل إضعاف مقاومتنا الداخلية للتغيير، أن ننجح في تحديد نوعية هذه المقاومة ومكامنها فنتجنب المواقف والأفكار التي تتكرر في حياتنا ونشعر فيها بمقاومة شديدة للتغيير، وفي المقابل، نقرر أن نتعامل معه بشكل مختلف، لأنّ الهدف هو أن نتغير على الرغم من كل المعوقات و المخاوف والتي تكون بسبب الأعذار التي نعطيها لأنفسنا لكي لا نفعل شيئاً.‏

في تلك التدريبات التي تحدثنا عنها هناك عبارة مفتاحية تقول «أعرف ما أخسره لكني لا أعرف ما أربحه» يرافقها أمثلة كأن نقول: إنّ العدد المتزايد من العاطلين عن العمل، هو حقيقة لا يمكن إلا أن تزيد من القلق، ومع ذلك، فإن هذا لايمنع البعض من الاحتفاظ بعقلية المستثمر وخوض المجهول وقد حققوا النجاح والربح في هذه الظروف الصعبة والخاصة أي في هذه الأزمة . يقول المحللون النفسيون: «إنّ الخوف من المجهول هو في الحقيقة خوف من ظهور ما هو حقيقي، أي كل ما لا نفهمه، وأساساً الخوف من الموت، وإنّ تتجرا على المشي في طريق غير معبد، هو أمر يتعلمه الإنسان منذ طفولته، خطوة خطوة. فإذا علمونا منذ الصغر أنّ المجهول هو مصدر للخطر، فإنّه سيبقى بالنسبة إلينا إلى الأبد عائقاً كبيراً». وهنا ينصحوننا بالقول: «عليك أوّلاً ان تعي أن كل شيء يتغير، ونحن أيضاً نتغير، وحتى عندما نعتقد أننا لا نتغير، لأن كل تجربة وكل لقاء يغير فينا شيئاً،»في أحيان كثيرة يكون علينا أن نتشجع ونقفز تلك القفزة الكبيرة في الفراغ، الموجود بين ما نفقده وما نربحه عند خوض تجربة جديدة».‏

فاذا كنا في فترات عدم الاستقرار نخاف من أن تسلك الطريق الخطأ، و نميل إلى تقسيم كل شيء في العالم إلى قسمين، أبيض وأسود، نجاح وفشل، علينا أن نعترف أن هناك مساحة رمادية وأشياء عبارة عن نصف ناجحة ونصف فاشلة، وفي ظروفنا الخاصة هذه لا نبحث عن الكمال، صحيح أن هناك من لا يتغير، ببساطة لأنّه ينتظر أن يأتيه التغيير من الخارج، ويقول: «أنتظر أن أكون جاهزاً لذلك» أو «أنتظر أن يتحسن الوضع الاقتصادي».. لكن الحقيقة أن كل هذا ما هو إلا تسويف وتهاون. ان ترميم الخسارة واعادة البناء هي عبر طريقة الخطوات الصغيرة، المتتالية التي تمكننا، ليس فقط من التخلص من الخوف الذي يجعلنا نتردد، وإنما أيضاً تجعل عملنا أكثر فاعلية وتُكسبنا الثقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية