تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاستراتيجية الوطنية لثقافة الطفل في الأزمة وما بعدها.. تعزيزاً للهوية والثقافة واللغة والمواطنة والتطوُّع ورعاية المواهب

مجتمع
الإثنين 10-3-2014
محمد عكروش

بهدف إيجاد خطاب ثقافي و مقاربة وطنية تجمع المؤسسات الحكومية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية الناشطة للارتقاء بالطفل السوري إلى مستقبل أكثر إشراقاً بما يلبي حاجة الوطن. أقامت وزارة الثقافة ورشة عمل بعنوان الاستراتيجية الوطنية لثقافة الطفل بمدرج رضا سعيد.

ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل بوزارة الثقافة قالت: تعد ورشة العمل التي أقامتها وزارة الثقافة لوضع استراتيجية وطنية لثقافة الطفل بادرة جديدة وهامة في مجال العمل الثقافي الوطني من خلال إرادة وتخطيط تشاركي لكافة الجهات المعنية لثقافة الطفل من أجل النهوض بالعمل بشكل مبرمج محققاً هدفين في وقت واحد.‏

الهدف الأول تشجيع الجيل الجديد على إظهار مواهبه الثقافية ضمن إطار المواطنة وبما يضمن تكوين ثقافي للطفل يكون رديف أساسي لثقافة المجتمع لاسيما وإن ثقافة الطفل لا تتبع من مصالح ومتطلبات شخصية بل هي فطرية طبيعية تمثل الفكر المنفتح والنقي لهذه الشريحة العمرية الفتية من المجتمع.‏

والهدف الثاني التشارك مع الجهات المختلفة في الدولة والمجتمع الأهلي في رسم استراتيجية متكاملة تدعم الطفولة وتؤمن التعامل المشترك في تكوين وإظهار ثقافة الطفل بإدارتها الحقيقية ضمن المجتمع وهذه البادرة تسجل لوزارة الثقافة كأول عمل ثقافي مستقبلي استراتيجي منهجي يتم على مستوى القطر.‏

كما سيقام خلال ورشة العمل مناقشة مجموعة من المحاور المتعلقة بالطفل من قبل ممثلين عن الشركاء الأساسيين الذين يمتلكون الخبرات من وزارات وجهات حكومية وغير حكومية معنية بثقافة الطفل وهم ( وزارة التربية وزارة الاعلام وزارة الشؤون الاجتماعية وزارة البيئة، الهيئة السورية لشؤون الأسرة ، منظمة طلائع البعث، منظمة اتحاد شبيبة الثورة ، الأمانة السورية للتنمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف بهدف الخروج بورقة عمل تتضمن توصيات تتعلق بالاستراتيجية المتبعة من قبل المؤسسات المعنية بتثقيف الطفل في ظل هذه الأزمة التي يمر بها الوطن وما بعدها.‏

خطاب ثقافي‏

وعن موجبات الخطة أضافت مديرة ثقافة الطفل : ضرورة ايجاد خطاب ثقافي لأبنائنا، مع الأخذ بالحسبان ظروف المرحلة التاريخية وتداعياتها واستحقاقاتها الحالية والمستقبلية ، وتنمية طاقاتهم وقدراتهم في مختلف المجالات بما يجعلهم قيّماً مضافة وأساساً متيناً سليماً لبناء المستقبل المزدهر.‏

وفي سياق الأسس الاستراتيجية تابعت ياسين: تقييم الفعل الثقافي الموجه للطفل وتحديد نقاط القوة والضعف وفرص تطويره والتحديات التي يواجهها. كذلك الاستفادة من التجارب الوطنية للهيئات والمنظمات والجمعيات المعنية بالطفولة وتجارب بعض الدول المجاورة في هذ المجال.‏

والعمل على تشكيل فريق عمل وطني لإعداد مشروع استراتيجية وطنية تحدد الاتجاهات والأهداف والوسائل لما يجب أن يصمم من مشاريع ويرسم من سياسات موجهة للطفل على امتداد ساحة الوطن.‏

بناء جيل واعٍ‏

و لفتت مدير ثقافة الطفل حول أهداف المشروع : بناء جيل معتز بهويته مؤمن بقيّم وطنه الحضارية وملتزم بقضاياه وذلك من خلال إعادة ادخال مفاهيم ومفردات وقيمة الوطن في المناهج الدراسية التربوية بما يعزز التفكير النقدي للطفل وتنفيذ أنشطة متنوعة ثقافية وفنية ورياضية وتكرس معنى وقيمة الانتماء الوطني والعمل التطوعي بإقامة حوارات مباشرة مع الطفل في مواضيع مختلفة ترتقي بحسه الوطني الانتمائي والعمل على تصميم رسوم متحركة ( مجلات أفلام ) خاصة بالطفل تقدم نماذج تحاكي الوجدان الإنساني والشعور الوطني لديه، وابراز الشخصيات الرائدة التاريخية والمعاصرة في المجتمع السوري من خلال الأدب والفن كقدوة للأطفال.‏

والسعي لتعزيز ثقافة الوحدة الوطنية وتعزيز ثقافة المواطنة بعدم التمييز بين الأطفال على أساس ديني ومذهبي وإثني في المدرسة أو الأنشطة اللاصفية. كإقامة فعاليات تعزز روح العمل الجماعي لدى الأطفال وتلغي أي فوارق بينهم كالمخيمات وورش العمل والفعاليات التطوعية. ونبذ الفوارق الطبقية والدينية والمذهبية بين الأطفال وترويج سوء استخدام المصطلحات الدالة على هذه الفوارق ، والتركيز في الأفلام المتحركة والبرامج التلفزيونية والأغاني والمسرحيات وكتب الأطفال واليافعين على قيم الوحدة الوطنية ، والتآخي ، والتسامح والمساواة. وتشجيع مبادرات الأطفال وأعمالهم التي تكرس ثقافة الوحدة الوطنية وتسليط الضوء عليها من خلال وسائل الاعلام.‏

احترام الرأي الآخر‏

كما يسعى المشروع إلى بناء الفكر النقدي الإيجابي المتقبل للآخر وتدريب الطفل على طرق التفكير العلمي المنطقي في المناهج الدراسية والأنشطة المختلفة ، كإقامة نشاطات تخاطب العقل والوجدان على حد سواء تبعد الطفل عن آليات التفكير النمطي والتفكير المشوه ، وتدريب الطفل على الإيجابية وعلى ابداء الرأي والنقد الموضوعي لتحقيق هدف ايجابي من النقد ، والعمل على تدريب الطفل لمهارات حسن الاستماع والتواصل مع الآخر وتعزيز ثقته بنفسه وبالآخر ، وكذلك القيام بأنشطة تدرب الطفل وتعوده على الحوار واحترام الرأي الآخر وتقبل النقد بإيجابية، بتنظيم زيارات دورية لمكتبات الطفل والمراكز الثقافية والترويج لمنشورات الأطفال واليافعين والتشجيع على القراءة كجزء من النشاطات الصفية واللاصفية وتنظيم حلقات قراءة وحوار حول الكتب.‏

دمج الأطفال‏

وتعزيز دور الطفل في خدمة المجتمع وتبني دمج الطفل في مشاريع ذات أبعاد اجتماعية تنموية ثقافية واعطاءه الدور للمشاركة بها ، والتركيز الاعلامي على ما يقوم به الطفل من مشاركة بفعاليات مختلفة ذات أبعاد تنموية للمجتمع ، وتكريس نموذج الطفل الرائد وتعميمه وطنياً والتركيز على معايير الشخصية المتميزة للطفل ، ودمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع من خلال انشطة وفعاليات تبرز قدرته على المشاركة ،وتحفيزه على تنمية ثقافته وملكاته الابداعية وتوسيع مداركه من خلال جوائز تكريمية تجعله يشعر بقيمة ما يقدمه.‏

والعمل أيضاً على تعزيز ارتباط الطفل بثقافته ولغته العربية السليمة وذلك بتنظيم المسابقات والمهرجانات الوطنية الثقافية للطفل على مستوى القطر في جميع المحافظات والمدن والاستمرار في إقامة مسابقات تمكين اللغة العربية والمناظرات والمسابقات الشعرية والنثرية ، وإفساح المجال أمامه للمشاركة في إعداد وتقديم برامج تلفزيونية مختلفة موجهة له والمشاركة في نشاطات ثقافية عامة.‏

خصوصية الثقافة‏

وتعزيز الانتماء الحضاري والثقافي والانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى والتفاعل إيجاباً مع الآخر والعمل على إقامة المعارض والمؤتمرات التي تبرز الهوية السورية والخصوصية الثقافية الوطنية ، وتشكيل وفود من الأطفال السوريين وتنفيذ زيارات لدول مجاورة للاطلاع على ثقافات جديدة ، كإقامة انشطة تفاعلية بلغات أجنبية أو مع وفود تزور سورية.‏

والحث على رعاية المواهب الواعدة وتنميتها ومتابعتها في كل المجالات. من خلال إقامة دورات تدريبية مجانية للأطفال المتميزين في المجالات المختلفة ولاسيما الثقافية ، المتابعة لأي حالة متميزة لطفل ما والتنسيق مع أهله و تشكيل فريق عمل للبحث عن المتميزين الأطفال في المدارس لتقديم الدعم اللازم لهم .‏

مطلع الصيف‏

وفي نهاية الورشة أكد المشاركون بالتركيز على تعزيز ارتباط الطفل بهويته وثقافته ولغته، تنمية ثقافة المواطنة وتعزيز مفاهيم سيادة القانون, والتوعية تجاه القيم الوطنية والحضارية, ونشر وتعزيز ثقافة التطوع وتوفير البيئة الداعمة له, ورعاية مواهب الطفل وتنميتها ومتابعتها في كل المجالات. على أن يطلق المشروع مع بداية الصيف الحالي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية