تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صفعة لإسرائيل والتكفيريين

حدث وتعليق
الثلاثاء 21-1-2014
أمين الدريوسي

شكل مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي في طهران صفعة قوية لكل المراهنين على شق وحدة الصف في العالم الإسلامي، كما أنه شكل صفعة كبيرة للكيان الصهيوني وأدواته التكفيرية في المنطقة.. فإسرائيل العنصرية تعيش على أمل تشرذم الصف العربي والإسلامي حتى يسهل عليها وسط هذه الأجواء إقامة دولتها اليهودية المزعومة.

عناوين المؤتمر العريضة في محاربة مفاهيم التطرف والتكفير والإرهاب ومتابعة اقتراح الرئيس الإيراني حسن روحاني في الأمم المتحدة حول تشكيل لجنة عالم خال من العنف،هي أحوج ما تكون إليه ليس فقط الأمة العربية والإسلامية بل العالم أجمع لأن التطرف والعنف والأفكار التكفيرية تهدد المجتمعات الإنسانية على امتداد المعمورة ، ولاسيما أن العالم بما فيه البلدان الإسلامية تعيش حالة غير مسبوقة من الفوضى نتيجة ما خلفه الغزو الأميركي للعراق من آثار وتداعيات امتدت لتشمل المنطقة برمتها ناهيك عن الوجود الأطلسي في أفغانستان وما نجم عنه من تغذية للفكر التكفيري بشكل أو بآخر في العالم العربي والإسلامي، ولا يمكن إغفال حالة الربيع العربي الخبيثة وثوراته المصطنعة الدموية التي كانت حاضنة للفكر التكفيري التخريبي على امتداد الوطن العربي وجرت الويلات على الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.‏

لاشك أن عالمنا الإسلامي يعيش حالة من الفوضى وعدم الاستتباب الأمني و الاجتماعي بسبب التحريضات المذهبية ، ومحاولة الفكر الوهابي نشر الحالة التكفيرية وتشويه حقيقة الإسلام ما يحتم حراك على الصعيد السياسي والاجتماعي، فالغرب يحاول استغلال الظروف الغير طبيعية في الدول العربية والإسلامية ويسعى من خلال إعلامه المضلل إلى نقل صورة مشوهة ومضللة عن الإسلام و تشديد الكراهية للمسلمين يساعده في ذلك سلوكيات المتطرفين والتكفيريين وفقدان الأمن الاجتماعي والسياسي في بعض البلدان العربية والتفرق والتمزق ما يسهل عليه إثارة الفتن المذهبية ونشر الحالة التكفيرية وصولاً للسيطرة على مقدرات البلاد العربية والإسلامية .‏

ولأجل كل ذلك لابد من تحرير القرار السياسي العربي الإسلامي من التبعية للخارج خصوصاً التبعية للقرار السياسي الأميركي ومن التبعية للقرار السياسي الأجنبي بصورة عامة، وشن حملة ضد الفكر الوهابي الذي يتبناه بني سعود، وأن يكون لاصحاب الفكر النير والمعتدل في عالمنا الاسلامي القرارالسياسي المستقل و الموحد ، الهادف الى ترسيخ مشروع ثقافة التقارب بين المسلمين وتفعيل هذا المشروع في سائر البلدان الإسلامية واجتياز الحالة المذهبية ومواجهة الحالة التكفيرية الخطيرة التي تهدد بنية وجوهر المجتمعات العربية والإسلامية وتقودها إلى الانحطاط والزوال.‏

daryoussi@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية