تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجعفري في بيان سورية أمام مجلس الأمن: الدول الداعمة للإرهاب تعمل على إفشال.. أي حل سلمي بما في ذلك جنيف.. وتسوق الادعاءات التي تصب في خدمة الإرهاب والتطرف

نيويورك
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 21-1-2014
أكد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن بعض الدول تواصل التطرق إلى الوضع في سورية بطريقة تضليلية واستفزازية وتسوق الادعاءات والاتهامات الباطلة التي تصب في خدمة المشروع الداعم للإرهاب والتطرف في سورية والمنطقة

مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تتحمل كامل المسؤولية عن تبعات المساعدة والدعم اللذين تقدمهما للمجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة فصل القوات في الجولان السوري المحتل.‏

وقال الجعفري في بيان سورية أمام مجلس الامن خلال جلسة لمناقشة البند المعنون الحالة في الشرق الاوسط: ان وفود بعض الدول تعمدت التطرق في بياناتها إلى الوضع في سورية بطريقة تضليلية واستفزازية وساقت عددا من الادعاءات والاتهامات الباطلة التي لا تصب إلا في خدمة المشروع الداعم للإرهاب والتطرف في سورية والمنطقة وفي خدمة ابعاد الانتباه عن جوهر البند موضوع النقاش وهو سبل انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية وليس مناقشة الاوضاع الداخلية في دول المنطقة.‏

وأضاف الجعفري: انني وانطلاقا من هذه القناعة لن أرد في اطار هذا البند على وفود تلك الدول المعادية التي تدعم وتؤوي وتسلح وتدرب وتحرض الإرهابيين وتسهل تسللهم إلى الداخل السوري عبر الحدود مع الدول المجاورة وتنشر التطرف والتخريب والإرهاب في سورية وتعمل جاهدة على افشال أي حل سلمي بقيادة سورية للازمة بما في ذلك الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2 الذي وافقت الحكومة السورية على المشاركة فيه دون شروط مسبقة.‏

وقال الجعفري: ان هذه الوفود أشارت إلى إرهاب على طرف الحدود السورية من الشرق أي في العراق الشقيق مع غض الطرف عن الإرهاب الذي ينتشر في سورية وللتذكير فان التنظيم الإرهابي الاهم الذي يضرب سورية والعراق معا اسمه تنظيم القاعدة في العراق والشام ومع ذلك ارتأت تلك الوفود ادانة أنشطة هذا التنظيم الإرهابي في العراق وهذا حق في حين شل لسانها وعجز عن ادانة أنشطة نفس التنظيم الإرهابي في سورية.‏

وأكد الجعفري أنه من المعيب حقا أن يذهب النفاق بعيدا إلى هذا الحد في الوقت الذي قدمت فيه سورية لمجلس الامن أسماء مئات القتلى على أراضيها من الإرهابيين السعوديين والقطريين والاتراك والبريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين والامريكيين والكنديين والاستراليين والليبيين والتونسيين وغيرهم وفي الوقت الذي اعترف فيه وزراء داخلية بريطانيا وفرنسا ودول غربية أخرى وكذلك مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي بخوف تلك البلدان من عودة رعاياها الإرهابيين الذين يسفكون الدم السوري في سورية إلى بلدانهم.‏

وأشار الجعفري إلى أن المسؤولين الغربيين يرون في عودة هؤلاء الإرهابيين الغربيين إلى بلدانهم مشكلة وهو أمر مرفوض والافضل برأيهم أن يبقوا في سورية ليستمروا بسفك دم السوريين وكأن أولئك الإرهابيين قد غادروا بلدانهم عبر ارتداء طاقية الاخفاء أو أن أجهزة مخابرات تلك الدول وحكوماتها لم تكن على علم بذلك أبدا.‏

وقال الجعفري: ان سيارات شحن تركية مرسلة من الحكومة التركية يفترض أنها تحمل مساعدات انسانية إلى سورية كما يقال تم توقيفها بالمصادفة داخل الاراضي التركية من قبل الشرطة التي كشفت النقاب عن أن تلك الشاحنات فيها أسلحة وليس أدوية واغذية للاطفال أو أغطية وملابس للارتداء في فصل الشتاء فكان رد رئيس الحكومة التركية بتسريح المئات من ضباط الشرطة وضباط الجمارك والقضاة لانهم كشفوا النقاب عن تلك الشاحنة.‏

وأوضح الجعفري أن نفس الوفود تجاهلت ما أعلنه وزير العمل الفلسطيني أحمد مجدلاني قبل ايام من دمشق بأن الإرهابيين الاسلامويين تجار الدين الممولين من المخابرات السعودية والقطرية والتركية هم الذين أطلقوا النار على قافلة المساعدات الانسانية التي نظمتها الاونروا عندما كانت تحاول الدخول إلى مخيم اليرموك كما أن مدير مكتب الاونروا والسفير الفلسطيني في دمشق ووزير العمل الفلسطيني كانوا هناك وكلهم شهدوا على أن الإرهابيين هم الذين أطلقوا النار على القافلة.‏

وقال الجعفري: ان هناك الكثير مما يمكن أن يقال ولكنني لن أتطرق إلى تلك التفاصيل لان البند هو بند يعنى أساسا بالقضية الفلسطينية وبوضع حد للاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية واذا فعل بعض العرب ما يسر خاطر اسرائيل فانني لن أفعل.‏

وأضاف الجعفري: انه من المعروف أن الامم المتحدة تتحمل مسؤولية تاريخية وقانونية تجاه اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وقد نشأت هذه المسؤولية أساسا عن اعتماد الامم المتحدة للقرار رقم 181 لعام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين ومن ثم قبول عضوية اسرائيل في الامم المتحدة بشرط التزامها بقرارات الامم المتحدة ذات الصلة بانشاء الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.‏

وقال الجعفري: لكن ما حدث بعد ذلك كان العكس تماما حيث شنت اسرائيل بدعم عسكري وسياسي واقتصادي غير مسبوق من حماتها ورعاتها العدوان تلو العدوان ضد شعوب ودول المنطقة متبعة سياسة توسعية أفضت إلى احتلالها عام 1967 لاراض في عدد من الدول العربية كما اقترفت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة انتهاكات ممنهجة وموثقة للقانون الانساني الدولي وقانون حقوق الانسان وصلت إلى درجة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.‏

وبين الجعفري أن النشاطات الاستيطانية كانت أولوية قصوى في سياسات تلك الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة رغم أن هذه النشاطات تقوض باعتراف الجميع بما في ذلك داعمو اسرائيل أنفسهم أي فرصة لانشاء دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا وقابلة للحياة وتقوض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.‏

وأكد الجعفري أن اسرائيل لم تكتف بذلك بل مارست بشكل مدروس إرهاب دولة تخطى حدود المنطقة واستباح عاصمة دولة عربية بعينها وفرضت قوانين عنصرية ودنست مقدسات اسلامية ومسيحية وطردت السكان الفلسطينيين من بيوتهم وقامت بحملات اعتقال تعسفي وتعذيب غير انساني بما في ذلك بحق الاطفال والنساء وقادة الشعب الفلسطيني.‏

وأشار الجعفري إلى أن معاناة المواطنين السوريين الرازحين تحت الاحتلال في الجولان السوري تتواصل منذ ما يناهز نصف قرن كما تستمر حملات الاستيطان الاسرائيلية ويتعرض المواطنون السوريون لابشع سياسات القمع والتمييز العنصري والاعتقال والتعذيب ويحرمون من مواردهم الطبيعية بما في ذلك النفط والغاز والمياه كما يحرمون من حقهم في الدراسة وفقا لمناهج التعليم الوطنية السورية ومن حقهم في حمل هوية وطنهم الام سورية.‏

وقال مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة: ان المواطن السوري الرازح تحت الاحتلال في الجولان لا تعالجه المشافي الاسرائيلية اذا رفض حمل الهوية الاسرائيلية ولا يستطيع أن يدرس في المدارس باللغة العربية وفق المنهاج التعليمي السوري.‏

وأضاف الجعفري: ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي لا تسمح للهلال الاحمر السوري بالعمل في الجولان المحتل وتمنعه من بناء مستوصفات ومشاف تابعة له هناك وفقا لقانون اللجنة الدولية للصليب الاحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر اضافة إلى بناء سلطات الاحتلال لجدار فصل عنصري شرق مدينة مجدل شمس ورفض تسليم خرائط حقول الالغام التي زرعتها في أراضي الجولان إلى المنظمات الدولية.‏

وأكد الجعفري أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تتحمل كامل المسؤولية عن تبعات المساعدة والدعم اللذين تقدمهما للمجموعات الإرهابية في منطقة فصل القوات في الجولان السوري المحتل في انتهاك فاضح لاتفاق فصل القوات لعام 1974 ولولاية الاندوف وللقانون الدولي.‏

وبين الجعفري أن هذه المساعدة والدعم الاسرائيليين للإرهابيين يعرضان حياة قوات الامم المتحدة العاملة هناك للخطر ويساهمان في تقويض عمل هذه القوات وهذا ما حدث فعلا عندما قامت تلك المجموعات الإرهابية مرات عدة بخطف حفظة سلام تابعين للاندوف أو اطلاق النار عليهم واستهداف مواقعهم.‏

وقال الجعفري: اننا أبلغنا عمليات حفظ السلام بكل التفاصيل المتعلقة بذلك وطلبنا منها رسميا التحقيق في مسألة تواطؤ الاستخبارات القطرية في خطف حفظة سلام تابعين للاندوف من الكتيبة الفلبينية الا أن الغريب في الموضوع هو تقاعس ادارة عمليات حفظ السلام حتى هذه اللحظة عن توضيح نتيجة تحقيقاتها ذات الصلة بهذه الشكوى هذا ان قامت الادارة بالفعل باجراء مثل هذه التحقيقات.‏

وأضاف الجعفري: انه من الطبيعي أن تتواجد قضية احتلال اسرائيل للاراضي العربية بقوة على جدول أعمال الامم المتحدة في ضوء الحقائق الثابتة والموثقة ولكن الامر غير الطبيعي وغير المقبول أن تذهب كل هذه القرارات التي اعتمدتها هذه المنظمة بهذا الخصوص أدراج الرياح بفعل التعنت الاسرائيلي وغياب أي ارادة دولية حقيقية لمتابعة تنفيذها على الارض اضافة إلى الدعم غير المسؤول الذي تقدمه بعض الدول النافذة لاسرائيل في هذا المجلس وخارجه في تنفيذ سياستها العدوانية واستمرار احتلالها للاراضي العربية ضاربة بعرض الحائط كل تلك القرارات.‏

ولفت الجعفري إلى أنه لا يمكن السماح باستمرار فشل الامم المتحدة في الاضطلاع بمسؤولياتها القانونية والتاريخية وفي تنفيذ قراراتها ذات الصلة بانهاء هذا الاحتلال الاسرائيلي الغاشم بما في ذلك قرار مجلس الامن رقم 497 لعام 1981 الخاص بانهاء احتلال الجولان السوري.‏

وشدد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة على أن المطلوب اليوم للحفاظ على ما تبقى من مصداقية الامم المتحدة هو أن تنهي بعض الدول المعروفة سياسة المعايير المزدوجة وأن تربط الدول الاعضاء الاقوال بالافعال عبر اتخاذ اجراءات فعلية تجبر اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال على الانصياع لقرارات الامم المتحدة بحيث يتم استئصال شأفة الاحتلال وانهاء هذه المأساة غير المسبوقة التي يعيشها المواطنون العرب الرازحون تحت الاحتلال منذ عقود طويلة.‏

وقال الجعفري: ان على البعض ألا يخدع نفسه والعالم وألا يستمر في تقديم الذرائع والمبررات لاسرائيل والجميع يعلم علم اليقين أنها ككيان استيطاني قام على الاحتلال والتوسع لم تكن يوما معنية بالسلام اذ ردت على كل مبادرات السلام والمفاوضات بالمراوغة والتذرع بما تسميه زيفا المشاغل الامنية وذلك لتكريس الاحتلال لفرض أمر واقع لا يمكن تغييره وخاصة عبر بناء وتوسيع المستوطنات وتهويد الاراضي العربية وتغيير طابعها الديمغرافي والحضاري ومن ثم الادعاء بكل وقاحة أن ازالة أي مستوطنة انما هي مسألة مؤلمة لا تحتمل من قبل اسرائيل في حين أن اضطهاد شعب فلسطين بأكمله مسألة تدعو للسرور والحبور.‏

وأكد الجعفري أن أي عملية سلام شامل وعادل في المنطقة لا يمكن أن تتم الا وفقا لمرجعيات السلام المعروفة وخاصة قرارات الامم المتحدة ذات الصلة وهذه المرجعيات تشكل الاساس الوحيد لاي حل للصراع العربي الاسرائيلي بعيدا عن أي تفسيرات أو اجتهادات مناقضة وبعيدا عن محاولات ابتزاز أو مساومة أو ربط بملفات أخرى من قبل اسرائيل.‏

وبين الجعفري أن ما تريده شعوب المنطقة هو السلام والازدهار وانهاء حالة عدم الاستقرار والتوتر والاحتلال ولكن بعض الدول عملت لمصلحة هذا العدو وساهمت في خلق بؤر توتر وعدم استقرار جديدة عبر خلق جبهات وهمية في المنطقة وتغذية أعمال عنف واذكاء صدامات اقليمية استنزافية لطاقات العرب والمسلمين قائمة على صراع هويات اثنية ومذهبية ودينية وأمنية بهدف رفع الضغط السياسي والدبلوماسي الدولي عن اسرائيل وانهاء أي أمل في وضع حد للاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية