تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جنيف كما يريده السوريون

الثلاثاء 21-1-2014
رفيق أحمد عثمان

سواء عقد جنيف في موعده المحدد أم بعد حين فلدى السوريين طريقهم الواضح في الخروج من الأزمة وهذا الطريق له مدخل واحد ووحيد هو: القضاء على الإرهاب،

وعلى من يود مساعدة السوريين في الخروج من المحنة التي تأكل أخضرهم قبل يابسهم أن يدخل من هذا الباب بمعنى أن كل من يريد المساهمة في حل الأزمة السورية ويريد مصلحة السوريين فعلا فعليه البحث في آليات القضاء على الإرهاب العابر إلى الأرض السورية وتجفيف منابعه من الخارج حيث يموّل ويدرب ويسلح ويرسل إلى سوريا، أما ذلك الإرهاب الذي ما زال يشيع القتل والخراب داخل الأرض السورية فشعب سوريا كفيل بدحره وهذا هومفتاح الحل وبدونه يبدوكل فعل أوكلام عبثا دون طائل.‏

لذلك فإن كل اللاهثين وراء سراب الأوهام الصهيونية أوالوهابية أوالعثمانية لا فرق سوف تتراكم إحباطاتهم وخيباتهم وضياع آمالهم وسوف ترتد سواطير الإرهاب إلى نحورهم، وهذا ما بدأ يتضح أمام العديد من الدول الأوروبية الراعية للإرهاب الأمر الذي يضطرها تباعا للانكفاء داخل حدود الدعم السياسي والدبلوماسي لهذا الإرهاب حاجبة عنه الدعم العسكري عدا بعض الدول التي ما زالت تدفن رأسها في الرمال متعامية عن حقائق المشهد الدولي الذي يتنامى فيه التحالف ضد الإرهاب وعن حقائق مشاهد الأرض السورية التي تتساقط عليها أشلاء مشاريعهم وأضغاث أحلامهم، ولن تفيدهم المكابرة ولا المداورة ولا المناورة إلا مزيدا من الغوص في وحول الإرهاب وقذاراته.‏

إن عنوان مؤتمر جنيف الذي يريده السوريون هومكافحة الإرهاب والباقي تفاصيل لا أكثر لأنهم يعلمون أن لا أمان ولا استقرار مع وجود الإرهاب ولا حرية ولا حوار مع استمرار القتل والذبح والخطف ولا اقتصاد ولا تنمية مع وجود النسف والتفجير والتخريب، فمشكلة السوريين الأساسية هي مع رعاة الإرهاب والإرهابيين ومموليهم وداعميهم، فبالإضافة إلى مسؤولية هؤلاء عن كل الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون بحق الشعب السوري بما في ذلك الأرواح والدماء والأموال فهم يشوهون الحقائق ويلصقون تهمة الإرهاب بالضحايا مبرئين الإرهابيين، متسترين على القتلة، فهل باستطاعة مؤتمر جنيف قلب المعادلة وتسمية الأمور بمسمياتها وسحب ذلك على الدول الضالعة في الإرهاب وإجبارها على التوقف عن كل ذلك وقفا فوريا وتاما ؟! هذا هوالمطلب الأول والأهم للسوريين وللعالم أيضا من مؤتمر جنيف.‏

إن بعض الدول ما زالت تعاني السعار والغيظ في عواطفها تجاه السوريين شعبا وجيشا وقيادة وما زال الحقد يوجه قراراتها تجاههم وما زالت هذه الدول ترتدي ثيابا مهترئة لمشروع متهالك متفسخ هوفي النزع الأخير من عمره وسوف يتحلل ويتحلل معه دعاته ورعاته وهم في أفضل حالاتهم كمن يتمسك بقارب يغرق ولسوف يغرقون معه.‏

وإذا كان الحل السياسي القائم على الحوار بين مكونات الشعب العربي السوري على اختلاف أطيافهم هوالطريق إلى إنهاء الأزمة وإنقاذ الوطن وهذا ما لا نقاش فيه ولكن شرط أن يكون هذا الحوار بين أطراف ترفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية وبالتالي ترفض العدوان، كما ترفض الإرهاب وتدينه بأشكاله ومسمياته كافة،وبالتالي يكون الحوار تحت سقف الوطن ولمصلحة الوطن بين أبناء الوطن عندها يقرر السوريون مستقبلهم بأنفسهم بعيدا عن التدخل الخارجي بإملاءاته وأطماعه ومخططاته، وباستثناء المعارضة الوطنية الشريفة فما نراه اليوم من عصابات وشراذم وشذاذ آفاق صنعوا في دوائر الاستخبارات الأميركية الصهيونية والوهابية الأردوغانية ممن يسمون أنفسهم معارضات تمثل الشعب السوري فأي رابط يربطهم بهذا الشعب الذي يدعون تمثيله، يمثل السوريين من يعيش معهم ويقاسمهم آلامهم وآحزانهم لا من يعيش في الفنادق ذات النجوم الصهيونية البترودولارية، يمثل السوريين أبناءهم الذين يدفعون عن أرضهم أمواج الحقد التكفيري الصهيوني الوهابي الأسود لا من يدفع قوى الاستعمار والاستكبار العالمي لتدمير وطنه وتحطيم شعبه، يمثل السوريين من يكافح لإبقاء سورية جسدا واحدا موحدا حرا مستقلا كريما لا من يضع يده في يد الكيان الصهيوني الغاصب المجرم عاملا معه على تحطيم سورية القلعة سورية المقاومة سورية التصدي لأحلام الصهاينة والمستعمرين سورية التي لم تهادن احتلالا في تاريخها،والتي لولم تكن ذلك وأكثر لما شنت هذه الحرب الإرهابية الكونية عليها، وضرب من المحال أن يمثل هؤلاء الخونة والمرتزقة شعب سورية الأبي العظيم، وسورية التي تعلم أن لا حل في جنيف فالحل يصنعه السوريون فقط ومع ذلك فقد أعلنت جديتها التامة وحرصها الشديد على إنجاح المؤتمر وسوف تحضره ودون شروط ولكن على أساس مبادئها وثوابتها، فهي لن تتفاوض مع إرهابيين وترى أن الهدف الأساسي للمؤتمر يجب أن يكون – كما عبرت عن ذلك الكثير من دول العالم وعلى رأسها الراعي الروسي - مكافحة الإرهاب وتحديد رعاته ومموليه وداعميه ووضعهم أمام المساءلة والمسؤولية بالإضافة إلى اعتبار أن مصير السوريين يقرره السوريون أنفسهم ولا يملى عليهم من الخارج، هذا هومؤتمر جنيف كما يراه السوريون الذين يواصلون مع قيادتهم وجيشهم اجتثاث آفة الإرهاب من أرضهم، يد تدحر الإرهاب، ويد ممدودة لكل يد شريفة تريد مساعدة الشعب السوري والمساهمة في خلاصه من الإرهاب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية