تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصرع شاب بجرعة زائدة من المخدرات

دمشق
الثورة
حوادث
الثلاثاء 2/5/2006
لقي الشاب (خلف, ز) حتفه, إثر تناول جرعة زائدة من المخدرات في سهرة مع رفاق السوء.

يذكر أن هذا الشاب كان قد تعالج من الإدمان في محافظة أخرى على يد طبيب معروف,‏

غير أنه انتكس وعاد للتعاطي بعد (الفطام) عندما أخفق في الحصول على (فيزا) للعمل خارج البلاد.‏

وللمفارقة ورد هاتف إلى ذويه بعد الدفن, يعلمهم فيه صديق المتوفي, بأنه نجح في تأمين هذه (الفيزا) له, ولكن الأم أجابته:تأخرت فقد فيز له ربه...‏

يروي أصدقاء هذا الشاب, أنه كان يقضي أوقات فراغه في ممارسة رياضة (كمال الأجسام) وهوايته المفضلة كانت قيادة الدراجات النارية باستعراض ملفت للنظر, ومثله الأعلى(سيلفستر ستالون).‏

المرشدة الاجتماعية ربا الحموي أكدت من جهتها أن هذا الشاب كان يعاني خلال نشأته من (الفراغ العاطفي) بسبب عمل الأب الذي كان يتطلب تغيبه عن المنزل لأيام عديدة, وأحياناً بضعة شهور.‏

كما كان يشكو من ضعف التواصل مع الأم المتواضعة في وعيها وثقافتها, والمنشغلة باستمرار في رعاية شؤون أخوته الكثر.‏

الاختصاصي النفسي. مازن خطاب,أشار كذلك إلى أن هذا الشاب كان يعاني خلال الطفولة من قسوة والديه, إذ كان والده يلجأ إلى حجرة الحمام وتوثيقه بالقيد الحديدي وضربه باستمرار بسبب هروبه من المدرسة حيناً, وغيابه عن البيت وتسكعه مع رفاق السوء معظم الأحيان, الأمر الذي أنتج شخصية عدوانية شرسة, تجاه النفس والأهل (الذين كانوا يحضرون له الدورية تلو الدورية) وكذلك الأشقاء والأصدقاء, والمجتمع المحيط.‏

وأضاف القول: لقد نشأ هذا الشاب باختصار على التمرد ورفض القيود, وأول مظاهر هذا التمرد تبلورت لديه, برفضه الانخراط في المدرسة, وتصعدت فيما بعد برفض الالتحاق بالخدمة الالزامية, إذ شكل فراراً لأكثر من مرة رغم تشميله بالعفو, وآخر مظاهر هذا التمرد في مقاطعة المخدرات والإدمان عليها, وانتكاسه والعودة إليها بعد المعالجة والفطام, هرباً من مرارة الواقع, لا سيما بعد أن تعرض خلال فترة المراهقة, لصدمة عاطفية ناجمة عن زواج الفتاة التي يحب, بعد أن رفض أهلها وذووه ارتباطهما لغياب الظروف الموضوعية لنجاح مثل هذا الارتباط, فهو بلا عمل, وهي تلميذة صغيرة لم تغادر بعد مقاعد الدراسة, أي أن حبهما بقي في نظر المجتمع (حب مراهقين) وأمام كل ذلك لم يجد هذا الشاب جدوى من الحياة, فقرر الانتحار ببطء على طريقته, إذ راح يذوي شيئاً فشيئاً كالشمعة ضمن محيطه, إلى أن انطفأ لهبه فجأة, وغادر الجميع بهذه الصورة المؤلمة, بلا وداع, أو حتى مجرد إشارة أو استئذان...‏

ملاحظة: نفس هذه الظروف التي انتجت هذا الشاب الضحية, أنتجت بالمقابل شقيقاً له متفوقاً في علوم وتطبيقات الرياضيات, ومتصالحاً إلى أبعد الحدود مع نفسه وذاته وأهله وأخوته ومجتمعه والاخرين.. ما يؤكد أن الاستعداد النفسي وربما المورثات الشخصية تلعب دورها في رفض الواقع والتمرد سلبياً عليه أو تقبله والتصالح معه والعمل إيجابياً على الخروج منه بالعلم والعمل والالتزام بقوانين الجماعة والمجتمع..‏

المرشدة الاجتماعية: كان يعاني فراغاً عاطفياً بسبب تغيب الأب‏

الاختصاصي النفسي:القسوة الوالدية أنشأته على التمرد ورفض القيود‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية