وصار معظمهم يبثني شكواه, ومعاناته, وكان بينهم مستخدم ملحق بالمسرح القومي, صار يتودد الي فعرفت أنه التحق بهذا العمل ليقترب من التمثيل والمسرح والممثلين, وهو لم يقدر أن يكون ممثلاً منذ خطواته الأولى, فرضخ للواقع وعمل مستخدماً عله يجد فرصته سانحة ليقفز من عمله إلى التمثيل حلم حياته وهدفه.
أمضى في عمله بضعة عشر عاماً, وهو لا يكف عن ترديد فكرة انه ممثل بينه وبين نفسه, وكان يحفظ أدوار بعض الممثلين ويثقف نفسه, ويشتري أو يستعير كتب المسرح والمسرحيات ويقرأ أو يتزود بالمعرفة انتظاراً للفرصة السانحة التي لا بد أن تأتي.
وحانت الفرصة ذات يوم عندما اكتشفه مخرج تلفزيوني بمحض الصدفة.كان يلازم ممثلاً ويحضر معه بروفات مسلسل تلفزيوني فغاب فجأة فوقع المخرج في حيص بيص, لأن موعد بدء التصوير قد حان , ويحتاج البديل (إن وجده بالمواصفات المطلوبة) إلى اسبوعين ليحفظ الدور والأداء فجاء صاحبنا اليه وقال له:
أنا اؤدي الدور بدلاً منه, وإذا تأكدتم انه لن يأتي .حار المخرج وسأله عما إذا كان يعرف هذه المهنة, وهذا الدور فقال له:
جربني.
لم يكن ثمة وقت , أجرى المخرج امتحاناً سريعا للمستخدم فوجد أنه يؤدي الدور أفضل من الممثل الأصلي, وأنه يحفظ كل حركة وكل التقانة وكل كلمة, فدفعه الى تمثيل الدور فاذا به يؤديه تماماً كما خطط المخرج له.
منذ ذلك الوقت بدأ نجم هذا الممثل يصعد ويصعد , حتى بات في المدة الأخيرة واحداً من ألمع الممثلين السوريين وأكثرهم حسن أداء للأدوار التي تعهد إليه, وأنا لا اسمح لنفسي أن اكشف عن اسمه إلا اذا وافق هو, لكني أسجل أن الفنان الحق هو الذي يحب الفن ويعمل بدأب حتى يصل الى هدفه, مهما تكن الصعوبات.
اني أرفع يدي بالتحية على دأبك وحبك للفن, يا صديقي المستخدم سابقاً, الممثل اللامع لاحقاً.