المسرحية بعنوان رهائن كتبتها ليلى طوبال , عالجها وأخرجها عز الدين قنون , وقام بأداء الأدوار ممثلون ستة . وتحكي قصة أناس ذوي طباع وأمزجة ورغبات متنوعة , كل من بيئته التي ترعرع فيها ينشد سفراً نحو عالم أفضل .. هناك حيث تتحقق بعض الأمنيات العطرة .. في عالم مجهول وراء البحار حيث الأمان وتحقيق الذات .. حيث لاأحد يغتصب الطموح . هناك حيث يأخذ الاسم حجمه الحقيقي .. ويصدح الصوت مجلجلاً في وديان النجاح .. وتكون لنا مساحات شاسعة من حرية الاختيار , ومتعة التعفف .
لكن شبح الموت كان أقرب ولم يحن وقت الموت بعد.. فهناك دوماًً من لا يحب أن تفوح الزهور في حدائق الآخرين .. ولا أن تعلو فوق مداركه الحمقاء سنابل القمح .. ولا أن يفرح الآخرون بينما يغط هو في نوم عميق.
لست ناقداً , إنما أود رسم انطباعات كانت ترقد في أعماق وجداني منذ أزل بعيد .. الشخوص على خشبة المسرح تجهل لغة هذا الشبح .. لكنها تفهمها.! لغة تحاصرنا من كل نحو وصوب .. تفرض نفسها بقوة سجان رعديد مشوه .. يسكن فينا .. انسل كما الزعاف في آذاننا.. انحل في دمائنا, وتغلغل إلى ضمائرنا .. شل حواسنا .. وما يزال يعيث فساداً فينا ...
لست ناقداً ..ولم أشكو كغيري من طول مدة العرض, وتكرار حركاتٍ أداها الممثلون ببراعة مدهشة , نعم مللت المباشرة في البوح بالهواجس الإنسانية , ورغم أنني لا أميل لهذا الأسلوب الموتور في التعبير الكلامي , إلا أنني استمتعت برؤية تشكيلات مسرحية تروي ظمأ الفكرة ..وتمنيت لو نعبر بأجسادنا على خشبة المسرح بهذا الهامش الكبير من الحرية .
jihadyabdo@yahoo.com