|
محمود جبر... أملي أن يدرك المسؤولون أهمية المسرح... نقابة الفنانين غير قادرة على تذكر ماضيها فنون > ما مراحل مسيرتك الفنية? مهما تقدم بي العمر فإني الفنان الذي يعشق المسرح, وللفن وللمسرح نذرت حياتي, فمن المسرح المدرسي, ومن بعده النادي الفني, ثم المسرح القومي فالمسرح العسكري إلى فرقة محمود جبر..
ومن مسرحية فندق أبو شالوح إلى المنحوس السادس عشر إلى ثمن الحرية وافتحوا النوافذ للشمس, من مدير بالوكالة, إلى حط بالخرج. وغير ذلك الكثير من المسرحيات التي حاولت فيها تقديم ما يهم الجمهور ومعاناته بأسلوب مسرحي يتناسب مع رسالتي الفنية. أعمالك الدرامية قليلة جداً, هل السبب عدم التكيف مع الاجواء? من لا يتكيف مع الاجواء فإنه يزبل ويضمر, ومن يتجاهل الاجواء فإنه يتعب من غير جدوى.. فكيف بالإنسان الفنان.. فمن العقل والحكمة أن نتحاشى الذبول والضمور.. وألا نسقط من التعب الذي لا يجدي. لماذا أخذ المسرح الدور الأول في حياتك الفنية? وما رأيك بما وصل إليه حالياً? المسرح (آدم الفنون) وهو نتاج الحضارات التي عرفتها البشرية.. ومع ذلك عملت في السينما وكنت من اوائل الذين ولد التلفزيون السوري بجهودهم وحتى الآن ما تخليت عن تقديم الأعمال الدرامية عبر أثير اذاعة دمشق.
ولا أقول رأيي بالمسرح الحالي, إنما أقول: أملي أن يدرك المسؤولون أهميته ليؤدي وظيفته فهو نبض الجماهير ومقياس الحكومات في خطتها وشعاراتها. كيف ترى الفنانين الجدد, والأعمال التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة? الفنانون الجدد, بستان الحياة الفنية فيهم الموهوب والمبدع ومن يحترم الفن, وهناك من يدعي بما ليس عنده, ويضع نفسه غروراً في غير موضعه. وما يقدم على المسرح هو تجارب واجتهادات طموحة أتمنى لها التطور إلى أعمال مسرحية شعبية واقعية تلامس حياة الجمهور ليكتب لها البقاء. أما المسلسلات في الطوفان بامكانياتها المادية وشدتها (التسونامية) ومواضيعها التعددية فلكل منها مكانته حسب الاختزال الرائع أو حسب المط والتطويل غير اللائق والمائع. كيف تعاملت نقابة الفنانين مع غيابك? لماذا لم يتم الاستفادة من خبرتك في أعمال أو برامج مسرحية أو تلفزيونية? كان الله في عون نقابة الفنانين لأن المسؤوليات الملقاة على كاهلها تكاد تغطيها من رأسها حتى كاحلها.. لذلك فهي غير قادرة على أن تتذكر ماضيها ولا تستطيع التفكير بالطريق إلى مستقبلها أنها تعيش حاضراً مؤلماً وواقعاً مظلماً لأن مشكلات الجديد الوافد لا يتركها تفكر بالمتقاعد.. وكأن المستجدات تغني عن الخبرات. كلمة أخيرة? في نهاية هذا اللقاء أنا مسرور لما تقوم به هيئة الاذاعة والتلفزيون من بث للأعمال المسرحية القديمة لأنها تشكل زيادة بالثقافة المعرفية وترسيخاً للاذواق المسرحية في الوقت الذي تهدد الفضائيات المشبوهة فنوننا واذواقنا وتراثنا تمهيداً للاقتلاع ثم الابتلاع.
|