وليس أيضاً بالكلمات المعسولة يتحول الواقع المؤلم الذي تعيشه شريحة واسعة من صناعيينا ومستثمرينا إلى وردي مزهر يعج كما خلية النحل بالمشاريع المنتجة.. وليس بالاتكال وبشكل شبه كامل على الخزينة العامة للدولة يعلو صوت عجلة الإنتاج على صوت أزيز الدمار والخراب والقتل القادم إلينا من أصقاع الأرض كافة على أجنحة الغربان.
نعم اليد الواحدة لا تصفق، لكنها تصفع وتؤلم وجه كل من يحاول الحصول على الإعفاءات والامتيازات والتسهيلات والضمانات ضمن باقة واحدة تقدم له ليس على طبق من الفضة، وإنما من الذهب الخالص (عيار 24 قيراطاً)، عملاً بعكس ما يقال (إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع)، على الرغم من معرفته ويقينه التامّين أن القطاع العام تصدر كما القطاع الخاص وأكثر بنك أهداف الإرهابيين، وأن عملية إعادة الإعمار التي قد تستغرق أسابيع أو أشهراً ومئات الملايين من الدولارات على أبعد تقدير في القطاع الخاص، قد تحتاج لآلاف المليارات من الدولارات ولسنوات وسنوات لدى العام الذي سجل مؤخراً خطوات عديدة في هذا الاتجاه معتمداً في ذلك على الذات.. على خيرات البلد وقوة اقتصاده وصناعته وزراعته.
ومع ذلك لم يدر القطاع العام ولو بشكل جزئي أو مؤقت (ريثما ينتهي وبشكل جيد من إعادة ترتيب بنيته التحتية الداخلية) ظهره للقطاع الخاص، لا بل لم يترك مناسبة إلا ومدَّ فيها يد العون والمساعدة إلى كل من كان معه في خندق الدفاع عن كل معمل أو مصنع أو ورشة أو مؤسسة أو شركة أو هيئة أو مستودع .. وصولاً إلى كل حبة تراب من أرض سورية الطاهرة الصامدة بقوة أبنائها كل أبنائها المنتج منهم والمستهلك.
هذا كله يدفعنا للقول: إن التأكيدات الحازمة والوعود الجازمة والتطمينات التي أطلقها الوفد الحكومي ليست بطعم السكر، وإنما بنكهة ومذاق العسل الذي كان ومازال عشرات لا بل مئات الصناعيين والمستثمرين والتجار يمنون النفس بجرعة منه علها تنسيهم وتمحو وتنزع من حلوقهم طعم العلقم الذي تجرعوه ولكن على دفعات.. يدفعنا للقول: إن جرعة دعم الغد ستكون أكبر من اليوم.. أما الحركة والبركة فيجب أن تكون من اليوم قبل الغد.