فانتصاراته المستمرة على امتداد الجغرافيا السورية قضَّت مضاجع الغرب وسعَّرت نار الحرب بين ادواته من تنظيمات ارهابية قد تنتهي على تصفية كل أشكال الارهاب لبعضها، لتخرج الدول المشغلة لها خالية الوفاض إلا من سواد وجه تآمرها.
ففي خضم الموافقة الاميركية على المقترحات الروسية شنت طائرات التحالف العدوانية غارات جديدة قتلت خلالها 10 مدنيين وعدداً من المسعفين في منطقة تل الشاير بقرية الدعيجي في ريف دير الزور على الحدود السورية العراقية، مع أضرار مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين ومنازلهم، رداً على كل انتصار للجيش السوري فهذا التحالف لم يكن دوره يوماً سوى تخريبي وعدواني الأمر الذي دفع بوزارة الخارجية الروسية بتوجيه رسالة اعتراض شديدة اللهجة للأمم المتحدة عن هذا الدور المشبوه الذي تقوم به هذه الطائرات والتي توصف كجرائم حرب ضد المدنيين في الوقت الذي تعامت العيون الدولية مدعية الحرص على الانسانية من رؤية كم العدوان والتدمير بحق السوريين، كما دعت الحكومة السورية مجلس الأمن والأطراف الفاعلة لإيقاف هذا العدوان الوحشي ومنعه من ارتكاب جرائم كبرى.
ميدانياً استطاع الجيش العربي السوري صد هجوم عنيف لإرهابيي «النصرة» في ريف حماة كما ضرب الطيران الحربي عدة مواقع لهم في ريف حلب، وضمن عملياته المتواصلة لاجتثاث الارهاب في ريف دير الزور قضى الجيش على العديد من مسلحي داعش بينهم متزعمون، خلال مهاجمة تجمعات ونقاط تحصين التنظيم في الريف الغربي لمدينة البوكمال، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المسلحين وتدمير آليات وأسلحة وعتاد، وتابع ملاحقة باقي الفلول الارهابية داخل منطقة حويجة قاطع، فيما اكدت مصادر ميدانية من الريف الشرقي لمدينة دير الزور فرار مجموعات إرهابية جديدة من تنظيم «داعش» من بين أفرادها أخطر أمنيي التنظيم في قرية الزر.
وعلى الخط نفسه أعاد الجيش السوري افتتاح الطريق الدولي بين مدينتي حماة وحلب مرورا بمحافظة إدلب بشقه التجاري، بعد مواصلة التنظيمات الارهابية اغلاق طريق قرية ابو دالي في ريف حماة الشمالي، حيث رجحت مصادر أن فتح الطريق الدولي جاء بتوافق روسي - تركي مع بعض فصائل التنظيمات الارهابية التي كانت تغلق الطريق عنوة، فيما نفت مصادر تابعة لما تسمى «هيئة تحرير الشام» أن يكون لهذا الاتفاق أي علاقة بتفاهمات أستنة.
تقدم الجيش على معظم المحاور الميدانية وإعادة الامن الى الكثير من المناطق جعلت كافة التنظيمات الارهابية ومشغليها يدركون متأخرين انهم لن يحرزوا مكانا لهم أكثر من خطا أقدامهم إن بقي لهم مكان، فبعد نصر البوكمال طفا على مشهد هذه التنظيمات ملامح خلافات وصلت حد تصفية القيادات والعناصر الارهابية لبعضها البعض خوفاً من اعترافها بالفشل، وهو ما دار بين «قسد» و»داعش» مؤخراً واللذين يستمران بالاقتتال في بعض البؤر التي حوصروا فيها، حيث قام التنظيم بتصفية 15 مسلحاً من «قسد»، إثر هجومٍ انتحاري شنَّه على المواقع التي استولى عليها بالقرب من الطريق «الخرافي» في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، أما قربَ قرية «الجبسة» شرق مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي، فقُتل أكثر من 30 مسلّحاً من «قسد» وأُصيب آخرون، إثر استهداف «داعش» لهم، ليعود التنظيم الارهابي ويغلق بعض المناطق من جهته في المنطقة الفاصلة بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا جنوبي مدينة دمشق، وسط استنفارٍ وحالةٍ من التوتر في صفوف ارهابيين التنظيم في المنطقة بسبب انقسامهم بين مؤيد لفتح المنطقة ومعارض لذلك، كما دارت اشتباكاتٌ بين ارهابيي ما يسمى «الجيش الحر» والمجموعات المرتبطة «داعش»، على محور بلدة حيط، في ريف درعا الغربي، إثر محاولة التنظيم التسلّل إلى المنطقة، فيما قصفت الفصائل مواقع المجموعات في تل عشترة في ريف درعا الغربي، بالقذائف الصاروخية، بالمقابل تحدثت مصادر مطلعة عن نية «قسد» بدء حملة لتجنيد أبناء مدينة الطبقة وريف الرقة الغربي بشكل اجباري.
استمرار اقتتال هذه التنظيمات دفع ببعض الجهات الخارجية التي تقف خلف دعم هذه التنظيمات الى محاولة احتواء هذا الاقتتال وعدم اطالته لما له من أثر سلبي في معطيات الواقع الميداني والسياسي، فبعد آخر خلاف دموي بين «هيئة تحرير الشام» الإرهابية وما تسمى « حركة نور الدين الزنكي» فشلت كافة المحاولات وحتى من مملكة الرمال لوأد هذا الخلاف في ريفي ادلب وحلب، حيث وجدت بعض المصادر التابعة لهم أنهم سيضعون هذ الخلاف جانباً بعد أن يكونوا قد صفوا معظم عناصرهم مشيراً إلى أن الصلح قد يتم في نهاية المطاف، ولكن بعد أن يسقط المزيد من القتلى في صفوف الطرفين، فالمعارك بينهم مستمرة لليوم الخامس على التوالي، حيث أفادت معلومات تابعة لهذه التنظيمات أن متزعم قطاع «الهيئة» في ادلب المدعو بـ»المغيرة» طالب بحرق المناطق التي دخلتها حركة «نور الدين الزنكي» في دارة عزة بالقذائف والهاون، وذلك بالتزامن مع استقدام «النصرة» تعزيزات من البادية باتجاه ريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أن «فيلق» الشام يشارك بشكل غير مباشر بالاقتتال إلى جانب «الهيئة» ضد «الحركة» عبر امدادها بالآليات والذخيرة في المناطق التي يستولي عليها.