لتعود تلك الأضواء بالذاكرة إلى الخلفيات التاريخية ونبشها تباعاً، وإن كان الفساد عنوانا مزعوما لابن سلمان، فإن السلطة والمال هما هدفه ومبتغاه.
صحيفة ميدل ايست هي واحدة من الصحف والوسائل التي تسلط الضوء على ذلك فقالت: إن العديد من المعتقلين الذين نقلوا إلى المستشفى من الأمراء السعوديين وهم يعانون من إصابات تعذيب، في حين أن المصادر تقول: إن نطاق حملة القمع أكبر مما كشفت السلطات عنه، حيث أشرف ولي العهد السعودي ابن سلمان على اعتقال مئات الأشخاص من بينهم كبار الحكام والوزراء ورجال الأعمال.
وأضافت إن بعض كبار الشخصيات المعتقلين في حملة التطهير التي بدأت السبت قبل الماضي في السعودية تعرضوا للضرب والتعذيب بشكل سيئ خلال اعتقالهم أو استجوابهم لاحقا، حيث كانوا يحتاجون إلى العلاج في المستشفى، كما كشفت مصادر داخل المحكمة الملكية بأن حجم حملة القمع، التي جلبت اعتقالات جديدة أكبر بكثير مما اعترفت به سلطات النظام السعودي، مع اعتقال أكثر من 500 شخص.
وأوضحت أن كبار الشخصيات من المعتقلين تم معاملتهم معاملة وحشية، وهم يعانون من جروح أصابت أجسامهم بسبب أساليب التعذيب الكلاسيكية، ولا توجد جروح على وجوههم، لذلك فإنها لن تظهر أي علامات جسدية عليهم عندما يظهرون في الأماكن العامة، وتعرض بعض المعتقلين للتعذيب وتم الكشف عن تفاصيل حساباتهم المصرفية.
وتثير عملية الاعتقال هذه، للشخصيات العامة حالة من الذعر في الرياض، خاصة بين أولئك المرتبطين بنظام الملك عبد الله القديم الذي توفي في عام 2015، الأخ غير الشقيق للملك سلمان، بينما يخشى الكثيرون من أن الهدف الأساسي من الحملة هو خطوة لإخراج جميع المنافسين داخل وخارج نظام آل سعود قبل أن يحل محل والده البالغ 81 عاما.
وفي هذا السياق قالت وكالة رويترز للأنباء: إن ابن عم ولي العهد محمد بن نايف الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية، قد جمدت أصوله، كما تم اعتقال أبناء السلطان فهد بن عبد العزيز وتم تجميد أصولهم المصرفية.
كما بينت الصحيفة أن من بين الأمراء الذين تعرضوا للتعذيب قبل أشهر بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، والمقرب من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، لكن لا توجد أي معلومات عن مصيره، ووفقا للصحيفة فإن السلطات السعودية قالت: إن إحدى قضايا الفساد التي ينظرون إليها هي صفقة الأسلحة التي شارك فيها بندر، والتي أكسبت الشركة البريطانية المصنعة 43 مليار جنيه استرليني (56.5 مليار دولار) من عقود الطائرات المقاتلة، كما تم اعتقال ريم بنت الوليد بن طلال.
ولمنع الآخرين من الفرار، أمر بتجميد الحسابات المصرفية الخاصة، وقالت مصادر في الرياض لوكالة فرانس برس: إن عدد إغلاق الحسابات والممنوعين من السفر يزيد كثيرا عن عدد الأشخاص الذين اعتقلوا، ولم يكن أحد يتوقع حدوث قمع بهذا الحجم ضد أمراء بهذه الأقدمية ، ولهذا السبب تم القبض على الكثيرين منهم قبل أن يتمكنوا من الفرار.
إلى ذلك كشف موقع «تاكتيكال ريبورت» المتخصص في تقديم معلومات استخباراتية حول الطاقة والدفاع في الشرق الأوسط، عن استمرار الجهود المكثفة من سلمان بن عبد العزيز لإقناع أفراد أسرة آل سعود، الذين ما زالوا يعارضون التعهد لابنه محمد بن سلمان بالولاء ليصبح ملكا خلفا له.
وكشف الموقع عن عقد سلمان اجتماعا أواخر الشهر الماضي في قصره بالرياض مع شقيقه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية الأسبق، بحضور كل من ولي العهد السابق ومستشار الملك عبد الله الأمير مقرن، ونجل الأمير أحمد الأمير نايف، الذي يعمل رئيسا للاستخبارات والأمن في القوات البرية الملكية السعودية.
ووفقا للتقرير، فقد طلب الملك سلمان من الأمير أحمد التعهد بالولاء لنجله محمد بن سلمان بشكل علني، لكن الأمير أحمد رفض ذلك، وبرر ذلك بأن ولي العهد الشاب لا يلبي الشروط المطلوبة للخلافة.
وقد جدد الأمير أحمد مطالباته المستمرة بحقه في العرش، وفقا للتقرير الذي ترجمه موقع الخليج الجديد.
وأضاف التقرير أن الملك سلمان أخبر شقيقه الأمير أحمد أنه من الأفضل للأمراء المعارضين أن يتعهدوا بالولاء لابنه في هذه المرحلة، لأنه سيعتلي العرش، شاء من شاء وأبى من أبى.
وأكد الأمير أحمد للملك سلمان أنه سيلتزم بعدم الوقوف مع أمير آخر ضد ابنه، لكنه لا يمكنه تحمل أي مسؤولية عن المعارضة التي قد يظهرها أمراء آخرون.