فلا أذن أممية تنصت لصراخ الفلسطينيين ومعاناتهم، ولا عين دولية تمعن في إرهاب سلطات الاحتلال ووحشيتها الممنهجة.
وبحسب مصادر رسمية فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس 16 فلسطينياً بينهم فتية خلال حملات دهم في مناطق عدة بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة معاً الفلسطينية للأنباء أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم وشاباً آخر من بلدة تقوع شرق المدينة.
فيما أصيب العشرات من طلبة المدرسة الثانوية في تقوع بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع خلال اقتحامها البلدة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين من جنين ومناطق أخرى بالضفة.
وفي القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين بينهم خمسة فتية خلال مداهمتها بلدة سلوان ومخيم شعفاط بالمدينة المقدسة.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أول أمس ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربية.
وفي سياق متصل أشار الناشط الاعلامي محمد عوض إلى أن قوات الاحتلال داهمت بلدات بيت عوا وبيت أمر والظاهرية والسموع وعدة أحياء في مدينة الخليل وفتشت المنازل وأثارت حالة من الرعب بين الأهالي.
إلى ذلك جددت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين اقتحاماتها الاستفزازية وجولاتها المشبوهة في المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
في غضون ذلك وثق تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين أمس، إفادات لأسرى قاصرين يوضحون بها حجم الانتهاكات والممارسات الجسدية والمعنوية التي تعرضوا لها خلال عملية توقيفهم واقتيادهم لمراكز التحقيق الإسرائيلية.
وأوضح محامي الهيئة لؤي عكة خلال رصده لشهادات المعتقلين، أن جنود الاحتلال قاموا بالاعتداء والتنكيل بالأسير الطفل علي عياد (14 عاماً) من بلدة أبو ديس قضاء القدس خلال اعتقاله، حيث قام خمسة من الجنود بمهاجمته وطرحه وتقييد يديه وتعصيب عينيه ونقله إلى معسكر جيش قريب من منطقة سكنه، وهناك لم يتوقف الجنود لحظة عن ضربه على أرجله وبطنه والصراخ في وجهه وشتمه بألفاظ نابية والسخرية منه، كما بقي في العراء حتى الساعة العاشرة مساءً، ومن ثم تم نقله إلى مركز توقيف معالي أدوميم للتحقيق معه، واستمر التحقيق معه حتى الساعة الثانية من فجر اليوم التالي، ونُقل فيما بعد إلى سجن «عوفر».
كما وسجلت محامية الهيئة هبة مصالحة اعتداء جنود الاحتلال على الأسير القاصر عدي أبو يابس (16 عاماً) من مخيم الدهيشة في بيت لحم، وذلك بضربه ضرباً مبرحاً بأعقاب البنادق على جميع أنحاء جسده، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال منزله وعاثت به خراباً، ثم قاموا بعدها بتقييد يديه وتعصيب عينيه واقتادوه إلى الجيب العسكري.
وفي سياق متصل ناشد الأسير محمد ناجي أبو حميد عبر محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، كافة المؤسسات الدولية والحقوقية والطبية للتدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى القابعين في سجن «عسقلان» وغيره من سجون الاحتلال، مطالباً بضرورة التصدي لسياسة الإهمال الطبي الممنهج التي هي بمثابة إعدام بطيء لأسرانا.
وأوضح الأسير أبو حميد لمحامي الهيئة عجوة، أن سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية قد ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة، وذلك من خلال استمرارها باستهداف الأسرى المرضى من خلال عدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، حيث لايوجد التزام بالتوصيات الطبية من أجل الوقوف عن كثب على حالة الأسرى المرضى.