استدعت تحذيرا لافتا من الأمم المتحدة، في حين تستعد ما تسمى «الجامعة العربية» الغافلة عن واجباتها تجاه قضايا الأمة المصيرية بطلب سعودي لاجتماع يبحث ما يسمى «التدخل» الإيراني في الشؤون العربية.
لعلها من المفارقات الصارخة والمخجلة أن تتداعى جامعة العربان لاجتماع بناء على افتراءات سعودية حول تدخلات إيران المبالغ فيها، بينما يتم تجاهل الحرب العبثية على اليمن التي أشعلها بنو سعود، وبقية التدخلات الوقحة من قبلهم في الشؤون العربية سواء في سورية والعراق والبحرين وصولا الى لبنان، وإنفاقهم مئات مليارات الدولارات لضرب الاستقرار وتأجيج الأزمات والحروب في محيطها.
فالحرب على اليمن اقتربت من إتمام عامها الثالث حاصدة أرواح عشرات آلاف الضحايا ومشردة الملايين، عدا عن تدميرها للبنية التحتية والمؤسسات والمدارس والمستشفيات وتعطيل المطارات والمنافذ الحدودية، وفرضها ظروفاً حياتية مأساوية على اليمنيين، نتيجة للحصار البري والبحري والجوي المضروب، وهي مرشحة لما هو أسوأ بكثير، حيث تقدر الأمم المتحدة اليمنيين الذين يقتربون من المجاعة بنحو عشرة ملايين يمني بسبب نقص الغذاء وشح المساعدات الإنسانية، إضافة إلى مخاطر تفشي أوبئة من ضمنها الكوليرا حصدت الآلاف حتى الآن بسبب انهيار المنظومة الصحية ومنع وصول الأدوية الضرورية.
ما يثير الاشمئزاز هو هذا الدور الذي تلعبه «الجامعة» اليوم حيث باتت وظيفتها ممالأة النظام السعودي وتغطية جرائمه وحماقاته، بينما الحاجة ماسة لردعه وكبح جماح شهيته المفتوحة لإشعال المزيد من الحرائق في المنطقة، تلبية لحاجاته وصراعاته الداخلية وتنفيذا لرغبات صهيوأميركية..!
والسؤال هنا ماذا سيستفيد العرب من استعداء إيران التي تواجه التدخلات الأميركية والصهيونية في المنطقة وتحارب الارهاب التكفيري إلى جانبهم، فيما أموال العرب وثرواتهم تنفق من اجل تنفيذ مخططات أميركا وإسرائيل..وما قيمة «جامعتهم»الغافلة ما لم تسعَ لوقف هذا النزيف العربي في ساحات مختلفة وتتصدى للتدخلات الخارجية الأخطر في الشؤون العربية..؟!