إضافة إلى التطور الذي شهده الكادر البشري من حيث الكم والنوع، إلا أن هذا القطاع وخلال الحرب الكونية التي نمر بها أصبح يشكو من قلة الكوادر الطبية وخاصة الأطباء الاختصاصيين والكوادر الفنية الأخرى، وبات تأمين الكادر البشري المتكامل الهم الأكبر الذي يعاني منه.
وأسهمت الظروف التي نعيشها في توزيع الكادر البشري، حيث يتجمع عشرات الأطباء في بعض المراكز التي على الأغلب ليست بحاجة إلى كل هؤلاء الأطباء، بينما تفتقر المراكز الأخرى إلى الأطباء، كما يشمل سوء التوزيع كامل الكادر البشري من فنيين وممرضين.
غياب بعض الاختصاصات الطبية اللازمة لعملها في بعض المراكز الصحية من أطباء وممرضين ينعكس سلباً على أداء الخدمات الطبية والعلاجية، وهذا النقص يتفاوت بين المراكز الصحية، ما يضطر المرضى للتوجه إلى مراكز تبعد كثيراً عن منازلهم، وبالتالي فإن نقص الأطباء وغيرهم من الكوادر الطبية يؤخر تقديم العلاج والخدمات الصحية الأخرى للمرضى ويعرض حالتهم الصحية أحياناً للتعقيد والمزيد من التدهور والتردي.
مشكلة نقص الكوادر الطبية برزت خلال الأزمة والحرب الكونية التي تمر بها سورية، ومعاناة القطاع الصحي من نزيف في الخبرات والكوادر الطبية المؤهلة، وما ترافق أيضاً مع عدم توفر البدائل وتأمين احتياجات تلك المنشآت الصحية من الكوادر الطبية الضرورية، في ظل النقص وغياب بعض الاختصاصات، ولا يزال تأمين الكوادر والاحتياجات البشرية لتلك المنشآت أقل من مستوى الحاجة.
ومهما تكن العوامل والأسباب المؤدية إلى نقص الكوادر الطبية، فإن المشكلة حاصلة الآن وتعانيها المؤسسات الصحية ولابد من معالجتها كي تتمكن المنشآت الصحية من أداء دورها الحقيقي، خاصة في زيادة أعداد المقيمين والذين سيؤهلون إلى أطباء اختصاصيين لسد النقص الحاصل في العديد من التخصصات خاصة الدقيقة.
وهذه الحال تستدعي إعادة توزيع الكوادر الطبية بين المؤسسات الصحية بشكل يغطي معظم الاختصاصات ولو بشكل جزئي، ففي حين أن بعض المؤسسات تشكو من نقص جزئي في بعض الاختصاصات، نجد أن بعضها الآخر محروم تماماً من تلك الاختصاصات، وبالمقابل لا نبالغ إذا قلنا إن هناك فائض أيضاً باختصاصات معينة كأطباء الأسنان ويشكل عددهم نسبة كبيرة تفوق العدد المناسب في المشافي والمراكز الصحية.