تكلم الحريري وقدم شروحاته خلال اللقاء، لكن كل تصريحاته وتصرفاته التي حاول أن يظهر فيها بمظهر «الإنسان غير المقيد» لم تقدم في الأمر شيئاً بل على العكس زادت الطين بللاً.
فالإجابات لم تقنع الشارع العام واللبناني بشكله الخاص، في ظل خضوع اللقاء إلى مراقبة شعبية وتحليلية للبحث عن حقيقة الحريري المحتجز بحسب كثيرين في «زنازين» المملكة السعودية.
الجمل التي أطلقها فندتها التحليلات، وبالرغم أن الحريري أكد عودته خلال أيام إلى لبنان، إلا أن الجميع من صحافيين، ومُحللين، وسياسيين، شكّكوا بإمكانية عودته إلى البلاد، ورسموا صورة قاتمة للمستقبل وأمان الحاضر، الذي تحاول مملكة آل سعود زعزعته، من خلال إجبار رئيس الحكومة على الاستقالة، تحت حجج واهية تتعلق بسياسات المقاومة اللبنانية.
وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع المقابلة الحريرية، على منصة التدوينات القصيرة «تويتر» عبر وسم هاشتاق «تحت_الضغط»، واعتبر المُغردون اللبنانيون من مشاهير وعامة، أن مواقف الحريري التي اتخذها، ليست إلا نِتاج ضغوط، وليست وليدة قراراته, وكان الرئيس اللبناني ميشيل عون قد اعتبر أن إجراء المقابلة من الرياض، يعني أن الحريري غير حر بالكلام، وأن أي تصريحات ستصدر من الحريري ستكون موضع شكّ وبدون إرادته.
الصحف الأجنبية الصادرة يوم أمس، تناولت أيضاً المقابلة الأولى التي أجراها الحريري المستقيل، مع قناة تلفزيون المستقبل المملوكة له، من مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض.
وأجمعت تلك الصحف على أن الحريري بدا مشوشاً وغير قادر على التركيز، كما أنّ كثيراً من إجاباته لم تكن كافية لتبرير الأسباب الحقيقية وراء استقالته.
استقالة الحريري أعادت الذاكرة إلى مساعيه في إدخال البلاد في حالة فراغ متكرر تنفيذاً لأجندات أسياده في السعودية، وانطلاقاً من خطوته هذه بدا المشهد السياسي في لبنان ضبابيا، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، والحكومة الجديدة، في ضوء صعوبة إيجاد خليفة للحريري، مما وضع البلاد أمام مرحلة فراغ طويلة وحالة من الترقب تسود الأوساط السياسية.