تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


درب الآلام ... من تركيا وصولاً إلى أوروبا

متابعات سياسية
الثلاثاء 26-1-2016
ترجمة : دلال ابراهيم

عن حال المهاجرين المتوجهين إلى أوروبا أرض الأحلام وثقت منظمة العفو الدولية في ألمانيا وفي النرويج أقوال أربعين مهاجرة وصلن  اليونان عبر تركيا قبل عبورهن البلقان . ويؤكدن في إفاداتهن أنهن عشن طيلة الأيام أجواء الرعب والعنف.

« لم تغمض عيني على الإطلاق في المخيم . كنت خائفة أن يلمسني أحد . كانت الإقامة في الخيم مختلطة , ورأيت بأم عيني حوادث عنف ... ولم تكن المرأة بوسعها الشكوى ولا تريد التسبب بمشاكل من شأنها أن تعكر مسير سفرها .« شهادة ريم هذه البالغة من العمر 20 عاماً تعتبر جزءاً من أربعين رواية لنساء هاجرن من بلادهن وجمعتها منظمة العفو الدولية في ألمانيا والنرويج  .  شهادات مؤثرة تعكس الرعب الذي يعيشه المهاجرون أثناء رحلتهم إلى أوروبا والتي تسلط الضوء فيها على وضع المرأة بشكل خاص في هذه الرحلة . حيث العديد منهن تعرضن لأعمال عنف واعتداء واستغلال وتحرش جنسي في جميع محطات مسيرتهن. بما فيها الأراضي الأوروبية .‏‏

 ويقول جان فرانسوا دوبو , المسؤول عن مسألة اللاجئين – المهاجرين في المنظمة « تبدأ معاناة استغلالهن حتى قبيل مغادرتهن , منذ لحظات التفاوض مع المهربين . ففي حال لم تكن لديهن الأموال الكافية , بعضهم يحاول غالباً إرغامهن على إقامة علاقة جنسية معهم . أي يساوموهن , وهذه إجراء واسع الانتشار « وتحكي هالة الشابة ذات الثلاثة وعشرين ربيعاً  « أن أحد الأشخاص الذين يعملون مع المهرب وهو سوري عرض عليها  في الفندق في تركيا  إقامة علاقة  معه وبالتالي بعفيها من دفع المال أو تدفع القليل , الأمر الذي أثار اشمئزازها . وتقول : الأمر نفسه عانيناه في الأردن .‏‏

كما سلطت تلك  الإفادات التي جمعتها منظمة العفو الدولية الضوء على حقيقة أخرى وهي أنه « حتى الدول الأوروبية لم تكن قادرة على حماية تلك النساء . إنها الشروط التي جرى استقبالهن فيها في تلك الدول التي تشجع على السلوك المنحرف « نساء وشابات يسافرن بمفردهن أو مع أطفالهن يشعرن بشكل خاص بالخطر في مناطق وفي مخيمات عبور في هنغاريا وفي كرواتيا واليونان . كانت النساء في   تلك  المخيمات حيث عليهن البقاء لبضعة أشهر يرغمن على إغماض عينهن في مهاجع مختلطة مع المئات من الأشخاص , عليهن استخدام نفس المرافق الصحية  التي يستخدمها الرجال حيث هنا يتعرضن  للتحرش والتلصص . والعديد من النساء التي تم استجوابهن من قبل منظمة العفو الدولية أكدن أنهن تعرضن للتحرش والمضايقة . والخلاصة بعضهن قلن إنهن توقفن خلال تلك الفترة عن الأكل والشرب لتجنب الذهاب إلى تلك الحمامات . وحتى فضلن النوم خارج المهجع حيث يشعرن بالأمان أكثر .‏‏

ويأتي العنف أحياناً من قبل حراس الحدود والمشرفين على المهاجرين . ففي ألمانيا , تقول مهاجرة عراقية تبلغ من العمر 22 عاماً أن عنصراً من الأمن عرض عليها إعطاءها ملابس في حال وافقت أن تخرج معه بمفردها . ولا تحمي حتى قوات حفظ النظام الخاضعة للمسؤولية المباشرة من قبل الدولة النساء دائماً , بل على العكس من ذلك , وهذا ما تثبته شهادة مريم ذات الستة عشر عاماً التي أمضت أياماً في مخيم في اليونان إذ تقول :» بدأ يتعالى صراخ الناس , حينها بدأت قوات الشرطة بضربنا وبتوجيه ضربة عصا لكل واحد . وقد أصابوني في ذراعي . وحتى الأطفال لم تسلم منهم , وكانوا يضربون الناس على رؤوسهم . شعرت بالدوار وسقطت على الأرض , وداس الناس فوقي . وكنت أبكي لأنني انفصلت عن والدتي قبل أن أعثر عليها . وعندما عرضت إصابتي في الذراع على الشرطي أخذ بالضحك , وطلبت رؤية طبيب ولكنهم طلبوا مني بحزم المغادرة .»‏‏

وتروي إحدى النساء وهي حامل تبلغ من العمر 19 عاماً عن تجربتها في الإقامة في أحد المخيمات في هنغاريا « خلال اليوم الثاني من الإقامة شاهدت كيف أوسعت عناصر الشرطة ضرباً امرأة لأنها توسلت لهم أن يدعوها تغادر .. ولما حاولت شقيقتها الدفاع عنها وهي تتكلم الانكليزية هددوها إن لم تسكت سوف يوسعونها ضرباً هي الأخرى . وحدث شيء مماثل مع إحدى المهاجرات الإيرانيات  في اليوم التالي عندما طالبت بزيادة كمية الطعام لأطفالها . وتحدثت منظمة العفو الدولية مع سبع نساء حوامل تحدثن عن تعرضهن للسحل من قبل الجموع البشرية عند الحدود ونقاط العبور واللاتي عانين من قلة الطعام والخدمات الصحية الأساسية في المخيمات .‏‏

ويرثي مسؤولو المنظمة إلى أنه « على الرغم من استقرار المهاجرين في أوروبا لمدة طويلة , إلا أنه لا يوجد أي إطار خاص يحمي تلك النساء .» بينما في باقي أنحاء العالم تتمتع النساء بشكل عام من حماية خاصة في المخيمات . « لو أن هذه الأزمة حدثت في مكان آخر من العالم لتم اتخاذ اجراءات عملية على الفور من أجل حماية الفئات الأكثر ضعفاً مثل النساء المسافرات بمفردهن والعائلة التي تقودها امرأة . وفي الحد الأضعف تخصيص مرافق صحية مضاءة جيداً مخصصة للنساء وأماكن تفصلهن عن الرجال حيث بوسعهن النوم باطمئنان . فتلك النساء مع أطفالهن هربن ربما بحثاً عن مناطق آمنة اكثر . ولكن من العار أن الخطر لا زال  يتربص بهن على التراب الأوروبي . وفق ما تختم به تيرانا حسن , المسؤولة عن الاستجابة للأزمات لدى منظمة العفو .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية