تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واشنطن تراهن على «الحصان الرابح».. وتدخل 2018 بلا أرجل

متابعات سياسية
الجمعة 5-1-2018
فؤاد الوادي

لم يمض أيام قليلة على بداية العام الجديد حتى بدأت تداعيات الاستراتيجية الاميركية الجديدة التي أعدتها للمنطقة والعالم تلقي بظلالها السوداء في مؤشر واضح على نوايا إدارة الرئيس ترامب حيال العديد من الملفات والازمات والقضايا التي يبدو أن العقل الاميركي لم يهضمها حتى اللحظة

حيث لا يزال مقتنعا بضرورة حلها بالمنطق الاميركي الذي أضحى مقيداً ومحكوماً بالغطرسة والعنجهية وسلسلة المتغيرات والتحولات الكبرى التي اجتاحت المنطقة والتي رغم إحلالها لواقع جديد بقواعد ومعادلات مختلفة عن تلك التي كانت سائدة فيما مضى، إلا أنها كانت السبب الرئيس وراء الجنون والهستيريا الاميركية كونها زادت من الضغط على العقل الاميركي الى درجة أنها دفعت به الى مزيد من ارتكاب الحماقات والمغامرات مع التشبث بخياراته وقراراته رغم سقوط جُلها في الميدان السوري.‏

ما يحصل في إيران منذ أيام وما يحصل في سورية أيضا خلال الايام القليلة الماضية وتحديدا في جبهة الغوطة الشرقية - حرستا ومحيطها- هو جزء من الاستراتيجية الاميركية المعدة للمنطقة التي تصر من خلالها أميركا حتى اللحظة على أن تكون شعوب المنطقة والعالم وقودها لان تلك الاستراتيجية تقوم وترتكز على إدامة (الفوضى الخلاقة) التي تُمكنها من مواصلة مشاريعها التخريبية والتدميرية رغم الصفعات والصدمات الكبيرة التي تلقتها سواء في سورية أو في غير سورية -العراق واليمن ولبنان وإيران-.‏

المفارقة أن أميركا التي بدأت عامها بالتصعيد والوعيد والتهديد، قد بدأت أيضاً عامها بمزيد من الهزائم والاخفاقات برغم التحصينات الكبيرة التي حاولت من خلالها تجنبها لهزائم جديدة، فهزيمتها الوشيكة في إيران بعد محاولاتها بث الفوضى والخراب فيها، وكذلك هزائمها الجديدة في الغوطة الغربية كانت بمثابة الصدمة والصفعة في آن معاً كونها لم تكن تتوقعها في هذا التوقيت تحديداً، لأنها أتت على ما تبقى من الحلم الصهيوني بإقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري ونقصد هنا تطهير وتحرير منطقة بيت جن والتي مهدت الطريق للقضاء على كل التنظيمات الارهابية المتواجدة في المنطقة الجنوبية التي كانت اسرائيل حتى وقت قريب تراهن على انضمامها الى الجغرافيا التي تحتلها في المنطقة، كما يضاف الى هزيمتها الجديدة في الغوطة الغربية سلسلة من الهزائم التي بدأت تتدحرج مع إصرار الدولة السورية على دحر الارهاب حتى تطهير كل المناطق والمدن التي احتلتها التنظيمات الارهابية التي يبدو أنها حصلت مجداً من واشنطن على الضوء الاخضر لخوض غمار جولة تصعيد جديدة هي بطبيعة الامر محسومة النتائج كونها خاسرة ومجهضة سلفاً من قبل الجيش العربي السوري، إلا أنها قد تكون بمثابة رصاصة الرحمة للمشروع الاميركي في سورية، حيث يتابع رجالات جيشنا الباسل تقدمهم في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد تمكنهم بالأمس من تحرير عدة قرى وبلدات بينها قرية أبو دالي، كما واصلوا تقدمهم باتجاه الشمال والغرب، حيث حرروا قرى أم الخلاخيل وخوين كبير والزرزور ورسم شم الهوى ونيحة والمشرف، قليعات طويبية في ريف حماة الشمالي الشرقي، ممهدين بذلك الطريق ليتقدموا باتجاه بلدة سنجار، التي تعد نقطة ربط مهمة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.‏‏

بالمحصلة يمكن القول إن كل ما تقوم به الولايات المتحدة يندرج ضمن سياق ردود الفعل الاميركية بعد الهزائم والصدمات المتواصلة في عدد من دول المنطقة وخاصة في سورية التي تلقت فيها هزيمتها وصدمتها الكبرى التي دفعتها الى استحضار واستدعاء كل خياراتها الداعمة والراعية للإرهاب انطلاقا من كونه لايزال بمنظور العقل الاميركي الحصان الرابح حتى لو كان بلا قوائم ولا أرجل ولا قاعدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية