تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سينما.. ســينما الســــــتينات تعـود بقــوة

ثقافة
الجمعة 5-1-2018
أيدا المولي

ان كان تخلفا عودة الناس الى رؤية سينما الستينات والتي كانت مصر قد سبقت هوليود في الانتاج فليكن هذا، ولنكن متخلفين.

لمَ لا وقد عدنا الى ماقبل الستينات، المرأة في تلك الافلام اما سيدة، او ضحية او ظالمة او مظلومة، واليوم غالبا ماتكون مظلومة، وفي معظم الاوقات تناضل ثلاثة أضعاف ماكانت تناضل من أجله في عهد قاسم أمين.‏

المواضيع المثارة مختلفة باختلاف قضايا المجتمع بأساليب درامية او كوميدية، غنائية، راقصة، وتاريخ من الحكايات.‏

لم نشاهد امرأة منقبة ولم نشاهد رجلا بـ «ثوب قصير ولحية وعيون تحمل الغدر والخيانة وخطط لسبي النساء».‏

المرأة متحررة من القيود الاجتماعية لكنها لم تدمر القدوة ولم تصبح خارج الاسرة، الاب منح البنت حرية الرحلات والسهرات واعطاها الثقة والامان كي تعود الى بيتها في نهاية حفلها.‏

ليست الصورة بهذا الحجم من الجمال فقد استخدمت المرأة أيضا كوسيلة لايصال الرجال الى المناصب التي يريدون عبر طرق غير مشروعة كاستخدامها لجسدها تجارة رابحة،ونصب الشرك للايقاع بالضحايا.‏

رأينا وجوها جميلة وكانت متعة بصرية وسمعية في رؤية نجلاء فتحي او سعاد حسني سندريلا الشاشة او اسمهان، طربنا لنجاة وعبد الحليم والاطرش وأغاني الزمن الذي كان جميلا في حينها والذي يبدو أنه أصبح حلما في عيون القرن الواحد والعشرين.‏

رغم كل ماكان في ذاك الزمن وما أطلق عليه «الربيع العربي» انفلاتا اخلاقيا كان ملتزما بقيم اخلاقية واجتماعية تحترم المسرح والغناء وتكون سلوكا للناس يعبر عن ثقافتهم بالرقي واحترام الحضارة دون ان يكبحه لثام او تهديد بالطرد من الجنة.‏

ضحك الفنان محمد صبحي عن امكانية عودة السينما في مصر او بالبلاد العربية، فقال: لايمكن ان يكون هناك فن في بلد يبحث عن لقمة العيش وعن المأوى ولديه مشاكل في التعليم وفي البنى الاساسية، مضيفا: هل يمكن ان تدخل اليمن اليوم وتسأل: هل لديكم مسرح؟ هو ذات السؤال اذا ذهبت لندن او باريس لكن الجواب مختلف لان الفن انعكاس لبنية المجتمع ان كان معافى او مريضاَ.‏

لذلك فإن الناس اليوم تحب افلام الستينات لأنها وجدت في عصر مريح لايعيش الارهاب الذي يعيشونه اليوم، لأن الناس متعطشة للجمال والحب، ولحكايات العشق وللاصوات الجميلة،الناس اشتاقت للنزهات وعافت نفسها القبح الذي افرزه العنف، ووجدته في الافلام العربية، فإن كانت تحتوي بعضا من مشاهد الجرأة فإنها لاتساوي شيئا امام أغنية تصور بالفيديو كليب،في غرف النوم والحمام وتنتشر عبر المواقع كالنار في الهشيم.‏

جميل ان يكون لدينا ذاك الارث حتى لو قالت الاجيال: دقة قديمة. الا أنها تحلم بالجمال والاستقرار وروح الابداع الذي لابد ان يعود لحظة يعود الامان الى الاوطان، ويلعب الفن دورا مماثلا لدور الجندي الذي يراقب ويحرس الحدود، ويدافع عن الوطن والانتماء للوطن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية