هذا الوقت المهدور من وقت الطالب قبل أيام من الامتحان يثير العديد من التساؤلات حول قيام الجامعة بفتح باب التسجيل للطلاب القدامى قبل أيام فقط من انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول في الجامعة، وبعد أربعة أشهر على بداية الدراسة الجامعية وهو ما لم يكن معمولاً به سابقاً.
عميدة كلية الآداب نزلت إلى مواقع التسجيل في الكلية بعد أن فاض مكتبها بمئات الشكاوى المتعلقة بالازدحام وزيادة ساعات الانتظار وبعد أن هالها ما شاهدت من أرتال اصطفت لعشرات الأمتار أمام جميع كوات التسجيل في الأقسام التابعة للكلية، وعدت بتمديد مدة التسجيل ولكن هل هذا هو الحل برأي عمادة الكلية؟ وما الإجراءات التي أوصلت الوضع إلى ما هو عليه؟
كثيرة هي المشكلات التي يعانيها طلاب الجامعة العريقة ابتداء من السكن الجامعي مروراً بتأخر صدور النتائج الامتحانية للكثير من المواد ولا سيما في كلية الآداب تحديداً، وليس انتهاء بمشكلة الكتاب الجامعي وتراجع دوره أمام الملخصات وتصحيح الأوراق الامتحانية، وفوضى التسجيل وسوء تعامل الموظفين مع الطلبة.
نحن ندرك أن أعباء جامعة دمشق تحديداً زادت نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد وتضاعف أعداد الطلبة في الجامعة، ناهيك عن استضافة آلاف الطلاب من الجامعات التي تقع في الأماكن الساخنة لكن هذ لا يبرر أبداً الواقع الذي تشهده الجامعة حالياً، و للأسف تحولت ظروف الأزمة إلى ذريعة مريحة على ألسنة القيمين على الجامعة، عند الحديث عن أي مشكلة وإلقاء اللوم في أغلب الأحيان على الطالب.
إن استمرار الأزمات والثغرات في الكثير من أقسام وكليات جامعة دمشق بات يهدد جدية العملية التدريسية ويمس قيمتها العلمية، الأمر الذي يتطلب من المسؤولين عن الجامعة الإسراع في إيجاد الحلول وإشراك الطلاب في صياغتها لإنقاذ تاريخ الجامعة العريق من التردي والانحدار، ووضع الأساس لتطور التعليم الجامعي ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي.