غالباً يشير هؤلاء الأهالي إلى خطورة ألعاب الفيديو: هل المقصود بذلك تأثير الصور، العنف أم أيضاً صعوبة تمييز الواقع الحقيقي عن الواقع الافتراضي؟
إن خطر التعلق بهذا المصدر الجديد للمتعة حقيقي ونتائجه مريعة، وكانت إحدى كبرى المحلات قد قررت التوقف عن بيع ألعاب الفيديو العنيفة الممنوعة عن الأولاد دون الثامنة عشرة، وجاء هذا القرار رداً على أعمال قتل حدثت في مدينة صغيرة في ألمانيا. بطل الجريمة المراهق تيم كريتشمر الذي قتل خمسة عشر شخصاً، من بينهم تسعة طلاب من مدرسته السابقة في 11 آذار 2009 وهذا قبل أن ينتحر ، وحسب الصحف كان من الهواة المواظبين على ألعاب الفيديو العنيفة.
لكن متى يبدأ التعلق بألعاب الفيديو/ والكمبيوتر/؟ ومن يخدم هذا الأمر؟!
يتحدث الطبيب النفسي مارك فالور من باريس عن التعلق بأمر ما بقوله: « هو عندما يريد شخص ما إيقاف سلوك معين دون أن يتمكن القيام بذلك بمفرده» ويكشف لنا الطبيب ويليام لاونستين عن ثلاثة معايير من التعلق:« عندما نريد شيئاً لكن لا نستطيع التوقف بعده، عندما ندرك أننا في خطر ومع ذلك لا نستطيع منع ذلك، وحين التوقف يؤدي إلى السوء: عند هذا الحد نواجه فقدان السيطرة ونهرب إلى الذات.
كذلك يتصف المريض بألعاب الكمبيوتر فهو يشعر بحاجة إلى اللعب لا يمكن قمعها ويستحوذ اللعب عليه. وهكذا ينتقل من اللعب إلى الإفراط ليصل إلى مرحلة الولع، ويطال هذا الأمر أغلبية المراهقين وصغار البالغين، وبشكل خاص هواة الألعاب بشكل مجموعات على أجهزة الكمبيوتر.
لكن ما الذي يدفع اللاعب للاستمرار في ذلك؟ إنه الهروب إلى الواقع الافتراضي بهدف تجنب الواقع الحقيقي». هذا ما يشير إليه الدكتور مارك فالير فيلجأ المراهقون إلى ألعاب الكمبيوتر هروباً من مواجهة حقيقة ما أو عدم تمكنهم من مواجهتها.
وينصح الدكتور لوينستين باللجوء فوراً إلى طبيب نفسي لمتابعة علاج نفسي لأن النتائج ستكون مأساوية. هذا وقد نشرت جمعية s.o.s عن مدمني ألعاب الكمبيوتر أن 96.6٪ من اللاعبين أهالهم مديونون و15.7٪ منهم مطلقون أو منفصلون و19.3٪ من اللاعبين ارتكبوا جنحة أو أكثر...
إذا من الضروري أن نعالج هذه المشكلة، هذا وقد وضع الدكتور مارك غريفين اختباراً يؤكد فيه متى يكون الخطر حقيقياً، وفي هذا الاختبار عدد من الأسئلة بحال كانت الإجابة على أربعة منها فقط إيجابية هذا يعني مرحلة الخطر. والأسئلة هي:
1- هل يلعب الطفل كل الأيام؟
2- هل يلعب غالباً لفترات طويلة؟
3- هل يلعب للحصول على الإثارة؟
4- هل يشعر بالسوء حين لا يستطيع اللعب؟
5- هل يهمل النشاطات الاجتماعية والرياضية
6- هل يلعب بدل القيام بفروضه؟
7- هل تشكل محاولة تقليص مدة لعبه إخفاقات له؟ وبهذا على الأهل أن يكونوا أكثر انتباها إلى هذه الأمور، بالسهر على طريقة استخدامه، وعلى مؤشرات استخدام الألعاب مثل: اضطرابات النوم، الطعام، والانطواء الاجتماعي.
وقد رد النواب الأوروبيون على هذا التهديد الذي تشكله ألعاب الفيديو بالمطالبة بتطبيق عقوبات صارمة على بائعي ألعاب البالغين للأعمار الصغيرة.
بينما الأهالي تطالب الحكومات بمنع ألعاب الفيديو، لأنهم غير قادرين على منع أولادهم اللعب فترات طويلة.
تعليق أحد القراء:« في سني العشرين اكتشفت لعبة على الانترنت في البداية لم أجد شيئاً مميزاً.. لعبتها مرة في الأسبوع.. ثم مرتين إلى أن أدمنت عليها وفقدت عملي إذ أخذت ألعبها من 10-15 ساعة في اليوم.
ولم يعد عندي المحرض للبحث عن العمل، وحاولت التخلي عن هذه اللعبة لكن عبثاً، وكان اللعب نوعاً من الإدمان كالإدمان على الكحول ولم أر علاجاً حتى الآن».