والسبب كما قلنا سابقاً فريق العمل بإشراف المعد معن صالح الذي لعب الدور الأهم في خلق روح بعيدة عن الملل مليئة بالحيوية..
الآن وبعد أن أصبح السيد صالح مديراً للقناة الأولى، من الطبيعي ألا يكون لديه الوقت الكافي لإعداد برامج تستلزم الوقت والبحث الحثيث والتواجد في أماكن مختلفة ومن ثم العمل على توليفة واحدة بألوان متعددة ...
وبناء على ذلك لست مع فكرة انتقال برنامج محدد إلى معد آخر، ربما لأن ارتباط البرنامج باسم معده الرئيسي يبقى عالقاً في الأذهان، وربما لأن المعطيات التي تفرز برنامجاً لا على التعيين تبقى حبيسة معده الذي فكر بإظهاره بالشكل الذي يريده على الهواء.
المهم الآن وبعد متابعة عدة حلقات من البرنامج بفريق عمله الجديد، لاحظت بعض الأمور التي شعرت أنه يجب إلقاء الضوء عليها ولو بشكل سريع.
ربما الحوارات العفوية التي كانت تشكل عصب البرنامج وتأتي دون مونتاج، كانت تقدم لنا أسلوباً جذاباً.. وربما الحوارات الحالية بالتقطيعات الكثيرة التي خلقت شكلاً جديداً للبرنامج، يراد بل يؤمل أن تكون جذابة قد خرقت القاعدة وبالتالي مسحت اللون الذي استحوذه البرنامج.
ربما الفقرات العديدة (الطويلة أحياناً) التي تقدم خلال 50 دقيقة، كانت تصل إلينا بكل شفافية وعفوية وسلاسة، وذلك بفضل الروح الواحدة التي تجمع الفريق.. وربما أيضاً فقرات اليوم العديدة، التي تحمل الكثير من الإطالة تحاول العمل على الإلمام بكل صغيرة وكبيرة، قد أفقد البرنامج نوعاً من بريقه.. نعم هكذا هي البرامج..
ما يحسب على البرنامج بإطلالته الجديدة الشريط الإخباري الفني الذي يتناول أهم أخبار الفنانين والمخرجين، وهذا نراه في برامج قناة دراما سورية. ربما كان من الأفضل أن يتناول أهم البرامج التي يبثها التلفزيون السوري لإلقاء الضوء سريعاً عليها من جهة، ومن جهة أخرى يكون البرنامج قد ابتعد عن الشريط المتداول في القنوات الفنية عموماً..
التلميذ معن صالح الذي تعلم من «أستاذه» عبد المعين عبد المجيد كما يصفه في أحد حواراته، كل تفاصيل العمل الإعلامي بسلبياته وإيجابياته قلد برنامج أستاذه «التلفزيون والناس» الذي شكل علامة فارقة في قائمة البرامج الاجتماعية المنوعة في التلفزيون السوري، أقول قلد أستاذه في برنامجه هذا الذي أصبح أيضاً من العلامات المميزة على شاشتنا مع اختلاف المواضيع والأمكنة والناس، ولكن لكل برنامج ليلاه ولكل معد مواله، ولكل جمهور ذوقه..