حيث بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع طارئ عقده أمس مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن القومي الروسي الوضع في أوكرانيا، وتطورات الأوضاع هناك.
إلى ذلك حث زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف وزارة الخارجية الروسية على طرح الملف الاوكراني على مجلس الأمن الدولي ووصف زيوغانوف تدخلات الغرب في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة بأنها غير مقبولة
من جهته أعرب رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين عن أمله في أن يتمكن الشعب الأوكراني من تجاوز الصعوبات والصمود خلال هذه الفترة الشاقة والمضطربة من أجل تحقيق المهمة الرئيسية المتعلقة بايقاف العنف بشكل حضاري وديمقراطي وقانوني والاتفاق بشأن نظام الحكم وشرعية السلطة في اوكرانيا.
في غضون ذلك حذرت روسيا دول الغرب من محاولات فرض الخيارات على أوكرانيا في مجال المبادىء الاساسية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن أمس في موسكو أنه من غير المجدي فرض الخيار على أوكرانيا وفق مبدأ ما أن تكونوا معنا أو أنتم ضدنا وأننا مهتمون بأن تكون أوكرانيا جزءا من المجتمع الاوروبي بكامل معنى الكلمة.
وأكد أن روسيا لا تنوي التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا وتأمل في أن يكون لدى شركائها الأوروبيين الموقف ذاته .
وأشار لافروف إلى وجوب عدم القيام بمحاولات لتحقيق بعض التفوق التكتيكي وحيد الجانب في الوقت الذي يتطلب الوضع اجراء الحوار الوطني والعودة برمته إلى الاطار القانوني.
ولفت إلى أنه اذا جرى اغلاق الفضاء الاوكراني أمام بث القنوات التلفزيونية الروسية فسيكون هذا العمل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أسفه لعدم تطبيق اتفاقية تسوية الازمة الاوكرانية التي وقع عليها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة الأوكرانية .
بدوره اكد أسيلبورن أنه لا يمكن أن يعم الأستقرار في أوكرانيا إلا بالتعاون الوثيق بين روسيا الأتحادية والأتحاد الأوروبي .
واوضح أسيلبورن أنه اذا تمكن الاتحاد الاوروبي من أن يكون مثالاً للحياة في أوكرانيا فينبغي حينها الا يكون هناك مدخلان لحل المسألة عبر تقسيم أوكرانيا إلى جزأين أحدهما يؤيد التعاون مع الغرب واخر يريد العمل مع الشرق.
وكانت وزارة الخارجية الروسية اكدت في بيان أمس الأول أن الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا ينوون قمع معارضيهم بأساليب ديكتاتورية وارهابية في مختلف الاقاليم الاوكرانية وان هناك دعوات لمنع اللغة الروسية بشكل شبه كامل وتطهير وازالة الاحزاب والمنظمات واغلاق وسائل الاعلام غير المرضي عنها ورفع الحظر عن الحملات الاعلامية لايديولوجيا النازيين الجدد.
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن استيائها من استمرار حملة ازالة التماثيل والنصب التذكارية التي تعود إلى العهد السوفييتي في مختلف أنحاء أوكرانيا.
وذكرت الوزارة بازالة تمثال للقائد العسكري الروسي العظيم ميخائيل كوتوزوف أمس الأول في مقاطعة لفوف واصفة ذلك بالخطوةالبربرية المعادية لروسيا، مطالبة السلطات الاوكرانية الجديدة بوضع حد لهذه الفظائع.
في سياق متصل أكدت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ضرورة أن تكون العلاقات بين روسيا وأوكرانيا قوية معربة عن رأي الجانب الأوروبي في الحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي الأوكرانية وقالت أنه من المهم أن يبقى هذا البلد موحدا.
وحول إمكانية التدخل العسكري الروسي في القرم قالت أشتون لا يوجد أسباب تستوجب بحث مثل هذه الاسئلة في الوقت الحاضر مضيفة أن الاتحاد الاوروبي يتوقع من السلطات الجديدة في أوكرانيا خطة اصلاح اقتصادي لتحديد المساعدات المالية الدولية.
وكان وليام بيرنزنائب وزير الخارجية الاميركي قد توجه إلى اوكرانيا أمس لتأكيد دعم بلاده للسلطات الاوكرانية الجديدة.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاؤراليك بعد عودته أمس الأول من بودابست في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة فيشغراد التي تضم التشيك وسلوفاكيا وهنغاريا وبولونيا أن وزراء خارجية الدول الأربع أعربوا عن استعدادهم لتنسيق المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، وتحرير سياسة منح التأشيرات الاوروبية لمواطني أوكرانيا وزيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الاوكرانيين وزيادة الاموال المخصصة في صندوق مجموعة فيشغراد لتنفيذ مشاريع محدودة في اطار برنامج الشراكة الشرقية الذى تتمتع أوكرانيا بعضويته.