من خطر عودتهم إلى مجتمعاتهم الاصلية متشبعين بالتطرف والإرهاب ولم يبق هذا الارتياب ضمن حدود الخشية من الاعمال الإرهابية المرتدة إلى بلدانهم بل تعداه إلى المنعكسات الاجتماعية التي تنتج عن تورط الاطفال والقصر اضافة إلى البالغين فيما يسمى الجهاد في سورية.
وبهذا السياق تناولت صحيفة الفيغارو الفرنسية في تحقيق للكاتب كلودي باراند نشرته أمس تحت عنوان اطفال الجهاد التائهون معاناة عشرات العائلات الاوروبية جراء زج اطفالهم في اتون الإرهاب المصدر إلى سورية مشيرة إلى ان آلافا من الاوروبيين ومنهم قصر ومعظمهم من الفرنسيين تركوا اسرهم مرتابين وعاجزين.
وقال الكاتب باراند في تحقيقه: ان القاسم المشترك بين آباء وأمهات الاطفال الذين ذهبوا لينضموا للقتال في سورية هو الاستغاثة واليأس الاعمى والمشاعر الصامتة احيانا بسبب الخشية من عار مشاركة اولادهم في حرب الإرهاب.
ولفت الكاتب إلى ضرورة كسر حاجز وعزلة العائلات وان يسمح لهم بالكلام فذلك ضروري لان اطفالهم ما زالوا مراهقين ولان العمر ما بين 14 وعشرين عاما هو عمر الغزل وليس عمر الحرب والدم والموت.
وعرض الكاتب في سياق تحقيقه قصصا متنوعة لعائلات اوروبية عانت من تداعيات هذا المجري الخطر لاولادهم من بينها قصة مريم فرنسية الاصل التي روت تجربتها المريرة مع زوجها الذي تحول فجأة إلى جبهة النصرة الإرهابية المرتبطة بالقاعدة.
واكد الكاتب في تحقيقه ان فرنسا تدفع ثمنا باهظا لتصدير الجهاديين المحبين للحرب إلى سورية وكذلك بلجيكا ايضا كاشفا ان حي فيلفورد في بروكسل يعتبر من اكثر الاحياء الاوروبية عموما والبلجيكية خصوصا تصديرا للإرهابيين إلى سورية عبر تركيا وفق تسريبات وسائل الاعلام البلجيكية.
ولفت الكاتب إلى ان السلطات المحلية في هذا الحي تشير إلى انتقال 40 شابا إلى سورية والانضمام إلى صفوف جبهة النصرة الإرهابية هناك.
إلى ذلك كشف الكاتب في سياق تحقيقه ان نسبة الجهاديات ضمن صفوف الإرهابيين الاوروبيين في سورية بلغت عشرة بالمئة وحذر من ان الاطفال هم ارض خصبة للمتطرفين الذين يبحثون عن الايادي الصغيرة ليرسلوهم إلى الحرب والذين لا يكلفونهم كثيرا موضحا ان المجندين يستخدمون وسائل عن طريق الإرهاب المعلوماتي.
وفي مقابلة مع صحيفة الليبراسيون الفرنسية نشرتها مؤخرا قال مارك هيكو الخبير في قضايا الإرهاب: ان ظاهرة انضمام الاجانب إلى المجموعات المسلحة في سورية لم يسبق لها مثيل لافتا إلى أن عدد الاجانب الذين ذهبوا إلى سورية للقتال مع الجماعات الجهادية يقدر بين 12 و13 الفا.