تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأي..غربـــــــة المبـــــــدع فـــــــي وطنـــــــــه....

ثقافة
الأربعاء4-11-2009م
من أين تبدأ غربة المبدع؟ هل تبدأ من داخله وفي أعماقه؟

أم إنها غربة ناشئة في المحيط الخارجي حين يصعب عليه تقبل الواقع المعاش فينكفىء على ذاته؟‏

وعلى مبدأ (لاكرامة لنبي في قومه) وإيقاع (زامر الحي لايطرب) يكون واقع الحال للفلاسفة والمفكرين والشعراء بين ظهراني قومهم، خاصة المجددين منهم، ويضيف سيف محمد المري في افتتاحية دبي الثقافية العدد الأخير، قائلاً: خاصة المجددين منهم لأن الطبيعية الانسانية كثيراً ما تميل إلى المحافظة، وبالذات في أجندة التقاليد التي تكون بالنسبة إلى بعض الناس (قدس الأقداس).... ولايزال المبدع إلى وقتنا هذا يكابد مشقة الغربة بين أهله، وخاصة قومه الذين يجدون في فكره ماينافي أفكارهم ويسفه أحلامهم، فينبذونه ويبعدونه، أو يبتعدون عنه، ومن هنا يظل أصحاب الفكر بين خيارين صعبين لاثالث لهما: إما ابتلاع الكلمات الحادة، وإما تعرض أنفسهم إلى سخط من لايقدرون على إرضائه ويضيف نتيجة ذلك: تغربت أرواح حرة كان لديها من العطاء مايكفي الأمة لأجيال طويلة، وشقيت نفوس كبار أتعبت في مرادها أجسام أصحابها الذين خلقوا للمهام الجسام، ليجدوا أنفسهم لائذين بأرصفة الشوارع في الغربة، حيث لامأوى لهم إلا الجزر البعيدة والملاذات المولدة لكن أشكال الطغيان، وذلك من أعظم سخرية الأقدار أن تتلقف مولدات الاستعمار أبناء الحرية بعد أن تغربوا في أوطانهم، فتغربوا بعدها عن أوطانهم ونجح الانتهازيون والوصوليون في التربع على مواقع القطر وموائد الفخر.‏

واجتثت الأشجار المورقة المخضوضرة لتحل محلها الأعشاب والطحالب وكبرت الغربة وشبت عن الطوق ولاموعد مأمولاً للعودة وطوبى للغرباء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية