داعياً طالبان للعودة إلى ماوصفها بالثوابت الوطنية في الوقت الذي اعتبرت فيه طالبان الغاء الجولة الثانية من الانتخابات نجاحاً لاستراتيجيتها بينما ستظل مصداقية حكومة قرضاي على المحك ومرتبطة بالاجراءات التي سيتخذها كونها حكومة ضعيفة حملتها انتخابات زورت بشهادة المجتمع الدولي وهو ماترك واشنطن بلا خيارات سوى ارسال المزيد من القوات الى افغانستان وسط مخاوف من ان تصبح واشنطن ولندن طرفين في حرب أهلية افغانية.
رويترز نقلت عن قرضاي قوله في خطاب الفوز أمس.. أود ان أقول إنه ما من أحد سيجد نفسه مبعدا في هذه العملية.. كلنا سنكون جزءا من الحكومة الافغانية.
وأعلنت لجنة الانتخابات في افغانستان عقب اجتماعها أول أمس اعادة انتخاب قرضاي رئيسا للبلاد بعد أن الغت جولة الاعادة عقب انسحاب المرشح عبد الله.
كذلك اعلن قرضاي أنه سيجري تغييرات جذرية في الحكومة الافغانية المقبلة وان الحكومة ستكون لكل الافغان وسيلقى كل من يريد العمل معه ترحيبا.
وقد رفضت حركة طالبان عرض قرضاي معتبرة ان نداءه الموجه الى طالبان مجرد كلام فارغ من اي مضمون.
ونقلت (ا ف ب) عن يوسف احمدي المتحدث باسم طالبان قوله ان طالبان لا تولي اي اهمية لعرض السلام الذي قدمه قرضاي لانه مجرد كلام فارغ من اي مضمون مضيفا انها ليست المرة الاولى التي تصدر فيها مثل هذه التصريحات عن قرضاي واصفا اياه بالالعوبة وحكومته بحكومة الدمى.
و كان قرضاي قد عرض عدة مرات على الملا محمد عمر القائد الاعلى لطالبان ومسؤولين اخرين من مسلحي الحركة الانضمام الى العملية السياسية مع ضمان امنهم ازاء القوة الدولية لكن دون جدوى.
حركة طالبان قالت ان الغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية اظهر ان القرارات المتعلقة بافغانستان تتخذ في واشنطن و لندن فيما يتم الاعلان عنها في كابول.
واضافت الحركة ان الامر المستغرب هو انه قبل اسبوعين كان هناك تأكيد على ان قرضاي ضالع في تزوير انتخابي وها هو الان يصبح رئيسا للبلاد استنادا الى نفس الاصوات التي قام بتزويرها في حين وجهت له واشنطن و لندن التهاني على الفور.
وحول التهاني اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعم بلاده الكامل للرئيس الافغاني داعيا الى التقدم والالتفات الى مستقبل الشعب الافغاني ومؤكداً وقوفه إلى جانب الشعب الافغاني طالما تطلب الامر ذلك.
كذلك هنأ رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني قرضاي مؤكداً دعم بلاده له وكان وزير الدفاع الايطالي قد اعلن ان الجنود الـ 400 الذين ارسلوا لتعزيز امن الانتخابات سيعودون لبلادهم قريباً.
من جانبها حذرت صحيفة الاندبندنت البريطانية امس من خطورة تفاقم الاوضاع في أفغانستان و باكستان يوما بعد يوم ما يؤكد الحاجة الماسة لوضع استراتيجية اصلاح عاجلة وشاملة في أفغانستان.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها الى الاحداث التي أدت لالغاء الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية واعلان الرئيس حامد قرضاي رئيسا منتخبا واعتبرت أن التطورات الاخيرة للاحداث تجعل من قرار الرئيس الاميركي أوباما زيادة القوات أشبه بكابوس حقيقي فيما تتزايد المعارضة الباكستانية لاي تدخل أجنبي في البلاد واعتبارها لرزمة المساعدات العسكرية الاميركية بأنها انتهاك للسيادة الباكستانية الى جانب الاستياء الواسع من الهجمات التي تقوم بها الطائرات الاميركية دون طيار على مناطق القبائل ما يجعل الاوضاع في فوضى خطيرة.
وانتقدت الصحيفة فكرة زيادة عدد القوات الامريكية في افغانستان مشيرة الى ما وصفته بالسياسات المعقولة التي قد تساهم في التغيير والتي تتطلب أولا من حلف الناتو اعادة تحديد أهدافه في أفغانستان وتخفيف حجم طموحات الدول الغربية بشأن الديمقراطية في البلاد والدفع باتجاه حكومة وحدة بين قرضاي ومنافسه عبد الله عبد الله لمعالجة قضية الشرعية الى جانب تحويل المساعدات التنموية مباشرة للادارات المحلية لتتجاوز الادارة المركزية الفاسدة وعرض هدنة على طالبان الاقل تطرفا.
كما قال نائب رئيس بعثة الامم المتحدة السابق في افغانستان الدبلوماسي الامريكي بيتر غالبرايث الذي استقال بسبب الخلاف مع رئيس البعثة حول كيفية التصدي للتزوير الواسع الذي احاط الانتخابات الافغانية ان الاستراتيجية الجديدة التي ينوي الرئيس اوباما اتباعها في افغانستان تتطلب شريكا قويا في كابول معتبرا ان قرضاي ليس ذلك الشريك والانتخابات تمثل فشلاً ذريعاً للمجتمع الدولي وان ارسال مزيد من القوات الى هناك هدر للطاقات العسكرية.
واختتم غالبرايث مقاله بالقول ان قرضاي نجح في الانتصار في هذه الانتخابات على حساب بلاده والمجتمع الدولي وستدفع افغانستان وحلفاؤها في الخارج ثمن ذلك غاليا.