فغياب دائرة النظافة عن الهيكلية الادارية لاي بلدية جزء من المشكلة لكن ليست كلها, فعدم السماح لها بشراء آليات من السوق الحرة الا ضمن شروط قاسية وروتين قاتل في الوقت الذي سمح فيه لاي مواطن او تاجر ان يتبرع بهدية كآلية نظافة دون تعقيد علما انه لن يقوم احدهم على الاغلب بذلك دون مقابل تمرير العديد من المصالح الشخصية, كما ان عدم وجود آليات لجباية رسم النظافة السنوي عن كل وحدة سكنية والذي لا يتجاوز ال 150 ليرة علما ان مدينة جرمانا قامت بإلزام المواطنين في احدى دورات الكهرباء بدفع رسم النظافة مع رسم الكهرباء لكن رفضت الكهرباء استمرار هذه الآلية.
ولو اعتبرنا ان كل الف مواطن بحاجة لعامل نظافة كحد ادنى ففي المدن الكبيرة والبلديات كجرمانا وحرستا والحجر الاسود وببيلا وزملكا فالمفترض ان يكون هناك نحو 300 عامل في كل بلدية حسب عدد السكان القاطنين فكم من الرواتب يحتاج هؤلاء في ظل عجز البلديات المالي عن استيفاء رسومها كما ان عقد النظافة للقطاع الخاص الذي اخضع لمناقصة فكيف يجري اعتماد السعر الادنى في غياب تحكيم المنطق, فإذا كنا بحاجة ل 300 عامل فهم بحاجة لما يقل عن 1.5 مليون ليرة سورية كرواتب شهريا وهناك انفاق على آليات النظافة من محروقات وصيانة اضافة الى هامش ربح للمتعهد فكيف يتم القبول بعقد رسى على متعهد بقيمة 500 الف ليرة او مليون ليرة شهريا, المكتوب واضح من عنوانه فهذا الرقم لن يكون قادرا على تغطية نفقات وارباح المتعهد الذي سيقوم بالهروب لايام حتى ولو تم خصم 20% من العقد فالقمامة ستبقى وتتراكم منذرة بكارثة بيئية ولا حلول.
واخيرا...امام هذا الواقع نأمل وضع النقاط على الحروف للابتعاد عن هذا المشهد المتكرر لدى مدن وبلديات ريف دمشق ذات الكثافة السكانية العالية وان تعطي تلك الوحدات الادارية امكانيات مالية حسب تعداد القاطنين لا المسجلين في الاحوال المدنية اضافة لصلاحيات اكبر للوصول الى واقع افضل.