إلى تنحّي رئيسها ، ولا حوار مع حكومتها ، وصولاً إلى محاكمة ومحاسبة رموز النظام السياسي ، إلى غير ذلك من العبارات التي لا تخلو منها تصريحاتهم وبياناتهم التي تكشف عن مكنونات حقدهم على النظام الوطني في سورية ، حتى ظنّوا أنّهم قضاة ومحامون عن قضايا ليست إلاّ أوهاماً في عقولهم المتخلّفة ، وأدمغتهم المغسولة بـ (نقوع ) النفط والدولار .
وطبعاً هم لا يقصدون النظام السياسي فحسب ، بل يتطاولون بحقدهم وكيدهم على القائد الخالد حافظ الأسد ، باني هذا النظام الوطني الراسخ بمنطلقاته وأهدافه في ضمير الشعب السوري الأصيل ، وشارك في بنائه خطوة ..خطوة ، وتحمّل مسؤولياته الوطنيّة إلى جانب السيد الرئيس ، في الظروف المختلفة التي مرّت بها سورية ، على مدى أربعة عقود ، لتبقى سورية قوية ، عزيزة أبيّة ، عصيّة على العملاء والمتآمرين .
فالسيد الرئيس بشار الأسد كما القائد الخالد مواطن عربي سوري أصيل ، ولد في سورية ونشأ فيها بين جماهير الشعب الوطني، وتربّى على قيمها من محبّة الشعب والوطن ، وسيبقى فيه لحمايته والدفاع عنه ضد كلّ عدوّ أو عميل أو متآمر ، فهو ابن هذا الشعب وضميره الوطني المعبّر عن أصالته وعمق انتمائه، وقوّة إرادته في الصمود والمقاومة لكلّ ما يمسّ سيادة الوطن واستقلاله ، مقابل التصميم على مسيرة التطوير الحضارية . أمّا هؤلاء المأجورون / المارقون ، فقد استنبتوا ودجّنوا في قطر وتركيا وأوروبا، وبرعاية أمريكية، وحقنوا بهرمونات مضادة للوطن ومحبّة الوطن ، وطعّموا بالعمالة المأجورة للمشاريع الأمريكية / الصهيونية التي تهدف إلى الهيمنة على الوطن العربي وتفتيته في إطار ما يسمّى ( الشرق الأوسط الجديد) . فشتان بين الأسود الشامخة والنعاج الخانعة ؛ وشتّان بين الأشبال والخراف الضعيفة ؛ وشتّان بين من يتمسّك بوطنه ، وبين من يبيع وطنه ويبقى بلا وطن ..!!
إنّ هؤلاء المعقّدين من كلمة ( المقاومة) يدركون ويعرفون ، كما يعرف الآخرون من أعداء سورية قبل أصدقائها ، أنّ كناية ( سورية الأسد ) لم تأتِ عبثاً ، وإنّما جاءت من إنجازات وطنية ومواقف قوميّة ، تحققّت على مدى ينوف على أربعة عقود من عمر سورية الحديثة ، بعدما كانت تعاني الضعف والتخلّف . فسورية الأسد ، هي سورية الحديثة بنهضتها العلمية والثقافية والعمرانية؛ فمن آلاف المدارس ومئات المشافي والمستوصفات والمراكز الثقافيّة ، وعشرات الجامعات التي انتشرت في محافظات الوطن ، إلى مئات المصانع والمؤسّسات الإنتاجية الحديثة بمواصفات عالمية ، وإلى العديد المساجد والكنائس ضمن حرية العبادة والمعتقد . وهذه الإنجازات كلّها لم تكن تتحقّق لولا مناخ الأمن والاستقرار الذي ساد سورية في ظلّ النظام الوطني القائم . ومن يعرف سورية قبل ذلك وبعده ، يدرك عظمة هذه الانجازات التي رفعت من شأن سورية إلى مصاف الدول الحديثة والمتقدّمة ؛ ومن لا يعرف كيف كانت سورية ، فليعد إلى التاريخ وليقرأه جيّداً ، ويتمعّن في تطوّراته على الأصعدة كافة ، ليدرك كيف انتقلت سورية من دولة ضعيفة عرضة للنزعات الداخلية والخارجيّة ،إلى دولة فاعلة على الصعيد الإقليمي والدولي.
لا شك أنّ هناك أخطاء وعثرات حصلت خلال هذه المسيرة الطويلة ، وهذا لا ينكر ، ولكن من الإجحاف والنكران أن يتنكّر أولئك الجاحدون بحق الوطن والشعب ، تلك الإنجازات العظيمة التي تحقّقت ، ويعزفون على أوتار مقطوعة لتلك الأخطاء التي لم تكن أبداً عائقاً أمام التصحيح والتطوير والتحديث ؛ فثمّة أخطاء ترتكبها حكومات وقيادات في بلدان العالم ، ولكن الشعب الغيور على وطنه، وبفئاته كلّها (حتى الفئات المعارضة ) يعمل على تجاوزها ليتابع على طريق الإصلاح والبناء ، ولا يخطىء بحق وطنه كما يفعل العملاء والمأجورون من ( المعارضة السورية ) ويعملون على تدمير مؤسّسات الوطن من خلال الاستعانة بالعصابات الإرهابية أو بطلب التدخّل العسكري الخارجي ، تحت ذريعة إسقاط النظام .إنّه الخطأ الذي لا يغتفر ، ويسجلّه التاريخ على صفحات الخزي والعار ، وفي صفحات الخيانة الوطنية ، لأولئك الذين باعوا أمن شعبهم ودماءه ، وتخلّوا عن سيادة وطنهم وكرامته، وتنكّروا لقادته ورجالاته العظام .
ألم يقرأ هؤلاء المأجورون عن رجالات تلك الدول التي تأويهم ، وكيف تعتزّ بها الشعوب وتكرّمها ؟ وإذا لم يقرؤوا فليسألوا عن / كمال أتاتورك / مؤسّس الدولة التركيّة الحديثة ؛ وعن / شارل ديغول / مؤسّس الجمهورية الفرنسية الثانية ، وعن / جورج واشنطن / مؤسّس أمريكا الاتحادية ؟ ألم يكن القائد الخالد / حافظ الأسد / في مصاف هؤلاء العظماء ، بوطنيته وقوميته ومحبته لشعبه ، والعمل معه لبناء سورية دولة عصرية بكلّ ما تنطوي عليه العصرية من منطلقات وأهداف ؟ ألم يسمعوا بما قاله كبار زعماء العالم عن شخصيّة حافظ الأسد الفذّة (الاستثنائية ) ؟ ألم يقرؤوا ما كتب المحلّلون والمفكّرون من أوصاف لشخصيّة حافظ الأسد وقيادته التاريخيّة ؟ ألم يعترف العالم بـأنّ القائد الخالد حافظ الأسد باني سورية الحديثة ؟ فلماذا يكرّم الآخرون رجالاتهم وعظماءهم ، ويتابعون البناء على الأسس والقواعد التي وضعوها ، بينما يتنكّر أولئك المعارضون المأجورون للإنجازات الوطنية الكبيرة والعظيمة التي تحققّت في سورية ، بقيادة الراحل العظيم حافظ الأسد؟!
لقد عاشت سورية أقل من عشرين سنة بعد الاستقلال ، كانت مرحلة مليئة بالاضطرابات والانقلابات بسبب تناحر المصالح الاقطاعية والبرجوازية ، على حساب المصالح الوطنية والشعبية . بينما تعيش منذ ما يقرب من نصف قرن ، مرحلة من الهدوء والاستقرار في ظلّ النظام الشعبي / التقدّمي ، وهذا طبعاً أزعج أعداء سورية وأعوانهم من ورثة تلك المرحلة المقيتة ، فالتقت مصالحهم للتآمر عليها.. وإذا كان هؤلاء المأجورون يتنكّرون لمرحلة بناء سورية الحديثة خدمة لمؤامرة مكشوفة ، فبأي شرعة يحق لهم تدميرها وحرمان الشعب الذي شارك في بنائها، من ثمار منجزاتها في المحبّة والرفاهية ، ومن نعمها في الأمن والسلام ؟ اللهم إلاّ بشريعة الحقد التكفيري والفكر الظلامي ، لإعادة سورية إلى الفوضى والاضطراب والتخلّف .. وهذا لا يخدم إلاّ مصالح الاستعمار الجديد ..!
فنظام الأسد( نظام الشعب السوري الأصيل ) بنى وهم يدمّرون ؛ وسورية الأسد (سورية الوحدة الوطنية) واجهت المشاريع الاستعمارية وهم ينفّذونها ؛ وسورية الأسد رفضت الهيمنة والاستسلام وهم خضعوا واستسلموا؛ فماذا يؤمل منهم ومن شعاراتهم الغوغاية المضلّلة ، سوى ضياع الوطن لا قدّر الله ، ولكنّها ليست سوى أوهام يتردّد صداها في أفكارهم وأحقادهم فحسب . فسورية عرين للأسود وموطن للأشبال ، هكذا كانت وستبقى لأنّ مواطنيها الشرفاء / الأوفياء ، يعرفون كيف يحمون عرينهم الوطني ، أمّا أولئك المتخاذلون فمكانهم في حظائر النعاج التي أقيمت لهم في عواصم رعاتهم . وستبقى الأسود أسوداً بقوّتها وعنفوانها وكرامتها ، وتبقى النعاج نعاجاً خانعة ريثما تنقضّ عليها الوحوش التي ترعاها متى شاءت، وحين يجفّ حليب دورها المأجور ... وإن موعدها ليس ببعيد ..!!