تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما تتجاهل القمة الإسلامية الإرهاب وداعميه

شؤون سياسية
الأحد 10-2-2013م
 محرز العلي

اختتم مؤتمر القمة الإسلامي الثاني عشر الذي عقد في القاهرة بإصدار بيان ختامي لايختلف عما سبقه من بيانات صدرت عن المؤتمرات السابقة ولاسيما بعد تعليق عضوية سورية بشكل غير شرعي وغير قانوني

حيث لايعدو هذا البيان كونه حبراً على ورق واستكمالاً لمؤامرة تحاك ضد العرب والمسلمين بعد أن اختطفت هذه المنظمة كغيرها من المنظمات العربية والدولية وباتت مطية لتنفيذ أجندات أميركية صهيونية غربية حيث تجلى ذلك في كلمات بعض رؤساء الوفود الذين يعملون بأوامر من أسيادهم في البيت الأبيض والكيان الصهيوني حيث جاءت الكلمات مطابقة لما يخططون له ولاسيما لجهة التآمر على سورية وشعبها متلطين بشعارات زائفة لاتمت لحقيقة مايخططون له بصلة.‏

لقد عبّر الرئيس المصري محمد مرسي الذي تعيش بلاده جرحاً نازفاً ومظاهرات تعم كافة المدن المصرية نتيجة سياسته الديكتاتورية والتي حاول من خلالها حصر السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بمؤسسة الرئاسة التي تمثل جماعة الإخوان المسلمين وخطف مطالب الشعب المصري لمصلحة جماعة بعينها حيث جاءت كلمة مرسي الذي ترأس القمة الإسلامية ليبدي حرصه على مصلحة الشعب السوري ومتباكياً على معاناة النازحين السوريين و متناسياً في الوقت نفسه الجهات التي تقف وتعمل جاهدة من أجل تدمير الدولة السورية كما أنه تناسى أنه يدعم ويؤوي مايسمى ائتلاف الدوحة الذي يتسابق أعضاؤه لكسب إرضاء العدو الإسرائيلي ونسف محور المقاومة ويدافعون عن العصابات المسلحة وفي مقدمتهم جبهة النصرة التي ساهمت مع غيرها من العصابات بتدمير البنية التحتية للدولة وأجبرت المواطنين على ترك منازلهم ومناطقهم بعد أن استباحت الحرمات بل زاد الرئيس مرسي على ذلك ليطلب منا أن نقرأ التاريخ متناسياً عن سبق الإصرار أن السوريين هم من صنعوا التاريخ وأعطوا للعالم و معظم الدول المشاركة في هذا المؤتمر نموذجاً فريداً في التعايش السلمي والتسامح والمحبة وتطبيق الديمقراطية ليرتد عليه الكلام وهو من أظهر خلال خمسة أشهر من تسلمه رئاسة مصر شهوته للسلطة وحبه لإقصاء الآخر الأمر الذي أدى إلى أحداث مؤلمه طالت الأبرياء في الساحات المصرية.‏

ماصدر عن الرئيس مرسي من مواقف تؤكد تجاهله لإرهاب العصابات المسلحة والدول الداعمة له وبالتالي مشاركته في تنفيذ المؤامرة التي تحال ضد سورية.‏

جاء منسجماً مع رئيس الوفد السعودي الذي نفذ المرسوم لاستكمال المؤامرة حيث حمل القيادة السورية مسؤولية العنف الذي تشهده سورية وهو يعلم علم اليقين أن بلاده هي من تساهم بسفك الدم السوري من خلال تسليح المجموعات الإرهابية التكفيرية بأحدث أنواع أسلحة القتل والتدمير وقد تجلى ذلك واضحاً في دعوة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات السعودي السابق إلى تسليح الجماعات الإرهابية بأسلحة متطورة.‏

وقد استكمل رئيس الوفد السعودي كلمته التآمرية بدعوة مجلس الأمن لاستصدار قرار يتيح التدخل الخارجي في شؤون سورية بذرائع يعمل حكام السعودية على إيجادها لتبرير هذا التدخل ليتأكد للعالم أجمع مدى مساهمة السعودية في نشر الفوضى وإطالة أمد الأزمة في سورية وعرقلة الجهود الصادقة لإيجاد حل للأزمة بعيداً عن أي تدخل خارجي كما يصر على ذلك السوريين.‏

لقد كان البيان الختامي فيما يتعلق بالوضع السوري لايلبي طموحات السوريين وخصوصاً لجهة تجاهله لحقيقة مايجري على أرض الواقع من إرهاب تحتضنه وتدعمه دول تشارك في المؤتمر ولاسيما قطر التي تمد المسلحين بالمال وتوفر الأجواء المناسبة لنقل المتطرفين من شتى أصقاع العالم وإرسالهم إلى سورية وأيضاً تركيا التي أقامت المخيمات للنازحين السوريين قبل بدء الأزمة هي الأخرى تسهم في نشر الإرهاب وذلك من خلال توفير الملاذ الآمن للجماعات المسلحة وفتح مراكز تدريب لهم وتسهيل عمليات دخولهم إلى الأراضي السورية لارتكاب المزيد من أعمال القتل والتدمير والجرائم التي يندى لها جبين البشرية ضاربة عرض الحائط بعلاقات حسن الجوار بين الشعبين السوري والتركي، وقد عبرت عن ذلك صحف وشخصيات وأحزاب سياسية تركية حيث أكدت تورط حكومة حزب العدالة والتنمية بالأحداث الجارية وبالتآمر على سورية.‏

هذه المواقف العدائية التي صدرت عن جوقة المتآمرين على الشعب السوري تنفيداً لأوامر أسيادهم في الدول الاستعمارية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية قابلها مواقف من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري والتي كان في مقدمتها وعلى سبيل الذكر لا الحصر مواقف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ومواقف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وغيرهم من الأصدقاء الذين يقرؤون حقيقة مايجري على الأرض السورية ومحاولات القوى الاستعمارية عبر عملائهم من الدول العربية والإقليمية إضعاف سورية ومحاولات تقسيمها خدمة لمشروعهم التقسيمي في المنطقة والمسمى الشرق الأوسط الجديد حيث عبر هؤلاء أن حل الأزمة في سورية يجب أن يكون سورياً مؤكدين رفضهم لأي تدخل في شؤون سورية الداخلية.‏

ماصدر عن القمة الإسلامية التي نرى أنها انحرفت عن أهدافها التي أنشئت من أجلها لاتلبي تطلعات الشعوب العربية والإسلامية حيث بات المتربصون شراً بهذه الشعوب يعملون لحرفها من داخل المنظمة بما يتناسب مع أهوائهم ومخططات أسيادهم التآمرية على الشعوب العربية ولاسيما أن بعض هؤلاء قد تبين علاقته الوطيدة مع حكومة العدو الإسرائيلي بل إنه مول الحملة الانتخابية لرئيسها من أجل الحفاظ على منصبه وتطرفه وعدائه للعرب والمسلمين وكنا نتمنى نحن السوريين أن تتعرض القمة الإسلامية إلى دراسة حقيقة مايجري على الأرض السورية من أعمال إرهابية والعمل على إدانتها ومحاولة الطلب من الدول المشاركة في المؤتمر عدم إرسال الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة وفي ذلك خطوة هامة وأساسية على طريق حل الأزمة عبر الحوار وحقن دماء السوريين.‏

">mohrzali@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية