تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انيوتيم أكبر متحف في العالم في الهواء الطلق

عن مجلة اكسبريس
فضاءات ثقافية
الأحد 10-2-2013م
 ترجمة: دلال ابراهيم

من الممكن أن يصبح متحف انيوتيم في قلب البرازيل,

والذي يعتبر أضخم متحف في العالم مقام في الهواء الطلق ضمن حديقة شاسعة المساحة قبلة الفن الحديث. وهذا الجنون لأحد الصناعيين يشبه إلى حد ما (لونا بارك ثقافية) وإلى جانب أضخم مجموعة من شجر النخيل فوق الكرة الأرضية (1400 نوعاً) المتوزعة في تلك الحديقة الغناء, تضم أيضاً أكبر مجموعة فن حديث في العالم. ويتطلع هذا المتحف عبر امتلاكه 23 عملاً أثرياً ضخماً موقعة باسم فنانين من أمثال اولافور الياسون, وماثيو بارني, وبول مكارثي, أو جيوسيب بينون, بالإضافة إلى 20 غاليري مخصصة لعرض أعمال مئات الفنانين ليصبح قبلة الفن خلال القرن الحالي.‏

وتقع تلك الحديقة الفنية على بعد 60 كم من مدينة بيلو هوريزونت, وهي ثالث أكبر مدينة في البرازيل, وبدورها تبعد مسافة سفر ساعة عن مدينة ريودي جانيرو. يدين الفن بهذا الجنون إلى برناردو باز, وهو أحد أقطاب مادة الحديد الخام في البرازيل, وقد خصص الجزء الأكبر من ثروته لعشقه الفني. بدأت المغامرة منذ عام 1980, عندما اشترى هذا الرجل العصامي, والذي يذكرنا بشخصية أداها الممثل كلاوس كينسكي في مسرحية فيسكارالدو, 750 هكتاراً في أرض برومادينهو, وهي موقع تعدين صغير لم يجر استثماره, وبمساعدة أحد أصدقائه البرازيليين وهو مصمم المناظر الطبيعية الأسطوري روبرتو بورل ماركس حوّل باز جزءاً من تلك البقعة إلى حديقة نباتية خرافية, غنية بالآلاف من أنواع الفاكهة والبروملياس والصبار وزنابق الماء العملاقة. مع أواخر عام 1990 أضاف إلى الحديقة أبنية خصصها لعرض مقتنياته الخاصة من الفن التي تزداد باستمرار. وفي عام 2006 شرع انيوتيم أبوابه للجمهور. حتى أصبح هذه المكان شيئاً فشيئاً, دون أن يحظى بأي دعاية أو إعلان عن افتتاحه, معلماً فنياً خلاباً في أميركا الجنوبية. ومنذ نحو عام وصلت شهرته إلى نيويورك ولندن وباريس.‏

ويقول صاحب المتحف برناردو باز عنه: «لا يمكن سواء لموما أو تات أو مركز بومبيدو أن يحدثوا هذا التشويق والعاطفة لدى الجمهور, وأي متحف يمكن أن يعرض 200 لوحة للفنان بيكاسو في نفس الصالة, ولكن لا نشعر بعظمة الأحاسيس التي تنتابنا هنا بسبب تعانق الفن والطبيعة في وحدة وانسجام غريبين.» ويجدر الذكر أن المتحف استقبل العام الماضي 400,000 زائراً.‏

ويعتبر متحف انيوتيم, من خلال غاباته الشاسعة وبحيراته الاصطناعية التي تسبح فيها البجعات, وكذلك جباله في حجم (أو يزيد) بلد شهد ولادة دار الأوبرا في وسط الأمازون في (مانواس عام 1897) وشهد ولادة عاصمة في وسط اللامكان (برازيليا عام 1960). إنها (جمهورية انيوتيم) المدينة الفاضلة الممتدة على مساحة 100 هكتاراً, ويحتوي على مركز بحث وخمسة مطاعم ضخمة ومحلات بيع, وقريباً فندقاً من مئة غرفة. وعلى سبيل المقارنة, يقع متحف هاكون الياباني في الهواء الطلق على مساحة سبعة هكتارات.‏

يحتاج زائر متحف انيوتيم إلى يومين كاملين لينتهي من التجوال فيه, ولهذا السبب فهو مضطر لاستئجار عربة صغيرة كهربائية عند المدخل, وتفيد أيضاً للاحتماء من أشعة الشمس. ويتوقع برناردو باز, صاحب المتحف, الذي يمضي أياماً طويلة يجوب على مقتنياته من الأعمال الفنية دون أن يفكر في العودة إلى حياته العادية, أن يستمر متحفه لآلاف السنين. ولا يمكن اعتباره راعي فن مصاباً بجنون العظمة, لأن برناردو باز أصيب بحالة اكتئاب, ووجد العلاج لها في المضادات والمشروبات وكذلك في امتلاك أعمال فنية وهمية, وكان آخرها أعمال للنجم البريطاني من أصل هندي أنيش كابور, الذي يعرض المتحف له حوالي خمسة أعمال, ومنها بناء فارغ مع وجود ثقب كبير في الأرض ومتاهات تتبدل ألوانها. ويؤكد برناردو باز أن «جميع الفنانين في العالم سينتهي بهم المطاف هنا, وهذا أكيد. يكفي أن أتصل بهم, حتى يأتوا» وهذا منطقي, فأي فنان يحلم في تلة كاملة ينصب عليها أعماله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية