حول دور الاعلام بتعزيز دور المرأة في الحياة العامة وكانت التساؤلات كثيرة حول دور الفضاء الاعلامي المعولم في الارتقاء بواقع المرأ ة وحول ماهية الاعلان والتسويق الذي تشكل المرأة جزءا هاما منه, وما مسؤولية الاعلام الاستقصائي في تحديد المشكلات, وكيف يمكننا تغيير الصورة المسبقة لاعلام المنظمات الشعبية?
مفرداته تصل إلى كل الشعوب
وقبل البدء في مناقشة هذه التساؤلات لابد من الاشارة إلى بعض النقاط الهامة التي نوهت إليها السيدة شهناز فاكوش راعية الملتقى: من حيث أهمية دور الاعلام في تسويق الكلمة تسويقا صحيحا للوصول إلى الهدف وهو نقل الصورة الحقيقية عن المرأة في مجتمعنا وطالبت بأن نتحدث بمفرداتنا العربية الراقية الجميلة التي تصل بنا إلى هدفنا وبلغة سهلة, وأن يتناول الحديث الاعلامي السبليات والايجابيات الموجودة في مجتمعنا لدفع عملية تقدم المرأة ووضعها في مكانها المناسب في عملية التنمية.
ومن جانبه أكد الدكتور محسن بلال وزير الاعلام على الوحدة الفيزيولوجية الانسانية الاجتماعية للمرأة والرجل, وعلى ضرورة الابتعاد عن التفريق بين الجنسين , فالمرأة تساوي الرجل في الكثير من الأحيان والعمل ليس له علاقة بالجنس ان كان ذكراً أم أنثى.
وقال : أصبحنا في مجتمع لامكان فيه للانسان غير المنتج, وبالتالي على الاعلام أن يأخذ دوره ووظيفته في الارشاد والتوجيه والمناقشة والترفيه وأن يكون مرآة حقيقية ومنصة للناس لطرح قضاياهم والدخول في صلب المشكلات من أجل معالجتها.
وفي لقائنا مع الاستاذ قاضي أمين معاون وزير الاعلام, كان السؤال الأول حول مدى امكانية تغيير النمط الاعلامي السائد وهو مسؤولية الاعلام الاستقصائي في تحديد المشكلات? فأوضح قائلا: الاعلام الاستقصائي ليس جديدا على الاعلام , الا أن اعلامنا السوري عانى من بعض الجحود في المستوى المهني للكثير من الاعلاميين, والصحافة الاستقصائية تسعى لتقديم حقيقة لأنها تبحث عن المشكلات الموجودة في المجتمع وتهتم بكل القضايا من خلال البحث العلمي الميداني الذي يقدم الأدلة والوثائق ويعرض النتائج, وباعتبار أن جزءا كبيرا من المشكلات التي نعاني منها تنمويا ترتبط بدور المرأة في المجتمع, فإن دور الاعلام الاستقصائي بكل وسائله هو البحث في هذه القضايا وايجاد الحلول لها.
من خلال توعية الأفراد,وتوسيع مداركهم, تعريفهم بما حولهم, وبطبيعة المشكلات ودورهم في حلها, وهي أمور تخص المرأة والرجل معا, وايصال هذه الرسائل بشكلها المتكامل تجاه أي مشكلة وخاصة إلى المرأة سوف نحصل على نتائج كبيرة جدا.
وعن سؤالنا له كيف يمكن أن ننتج اعلاما استقصائياً? قال إن هذا الاعلام ليس جديدا من حيث قواعده, فهناك زملاء يعملون في مجال الاعلام الاستقصائي ولكنهم قدلا يطبقون جميع أشكال هذا العمل, لذلك نحن نسعى في وزارة الاعلام لاقامة عدد كبير من الدورات للتعريف بالأشكال المختلفة للاعلام الاستقصائي لخلق مجموعة من الزملاء المدربين فلم يعد مقبولا في الاعلان أن نطرح آراء خاصة دون أن نبحث عن مسببات المشكلة وطريقة معالجتها, ولا يجوز أن نفرض رأينا على الجميع ونعاملهم على أنهم مجرد متلقين فقط.
وحول ان كان سينظر بموضوع الاعلام الاستقصائي بالنسبة لطلاب الاعلام, أشار بأن ذلك هو أحد القضايا المطروحة ولايجوز الآن أن يدرس الطلاب الصحافة الاستقصائية دون أن يزج بهم في المؤسسات الاعلامية الحكومية والخاصة ليتدربوا بطريقة عملية على العمل الاعلامي.
أخذت الصحافة المكتوبة محورا هاما في هذا الملتقى وتمت مناقشتها من جوانب متعددة وخاصة ما يتعلق بصحافة المنظمات الشعبية فكيف يمكن أن ترتقي بهذا الاعلام وبواقع المرأة من خلاله?
سؤال أجابتنا عنه السيدة رغداء الأحمد رئيسة مكتب الاعلام في الاتحاد النسائي والمنسقة الاعلامية لهذا الملتقى والتي أشارت: أن المحور يبحث في الاطارات العامة لدور الاعلام في عصر العولمة وعن مكانة المرأة وواقعها وشخصيتها في الصحافة المكتوبة من حيث هي مشاركة في انتاج هذه الصحافة, ومن حيث هي فرد متلق لها وقالت: نحن لدينا العديد من الاصدارات الصحفية لمنظمات شعبية تم اشراكها في هذا النقاش وهي الغد والمسيرة والجولات وتناولنا كيف تساهم المرأة في عملية الاستكتاب وتقدم الموضوعات وكيف تغطي أو تتناول هذه الصحافة قضايا المرأة بشكل عام.
لاشك أن هناك معاناة وهموما لبرامج المنظمات ( فنية وغير فنية) لكننا بدأنا نتدارك هذه الهموم ونسعى لجعل هذه البرامج في المقدمة ونطورها لكي تحظى باهتمام الجهات المعنية ولكي ندخل في عمق الأحداث والقضايا, فالدور الحقيقي المطلوب من برامج المنظمات خلال هذا اللقاء هو الدخول في العمق الاعلامي للمشكلات وتحليلها.
نقاط يجب استهدافها
هذا اللقاء جمع بين منابر اعلامية تمثل شرائح اجتماعية واسعة وخاصة شريحة الشباب التي تمثل 47.2 من نسبة السكان.. فما هو الدور الحقيقي لبرامج المنظمات الشعبية لنحقق إعلاما يتعامل مع هذه الشرائح بطريقة تحليلية منهجية?
الاستاذ ميلاز مقداد رئيس جريدة المسيرة قال: إن الاعلام يتعامل مع الذكور والفتيات, وعندما نتكلم عن تمكين المرأة ودورها الاجتماعي علينا أن نبحث عن دور الاعلام في تحقيق هذه المعادلة أي عن الوسيلة التي تعكس مضامين دور المرأة وتمكينها اجتماعيا واقتصاديا. كيف يمكن ذلك? لاشك بالمعرفة الحقيقية والمباشرة لمشكلات الجيل وبالحديث عن مشكلاته وقناعاته. وهنا أذكر مثالا وهو احصائية مهمة وردت في التقرير الوطني الذي قام به مركز الدراسات والبحوث الشبابية جاء فيه أن نسبة الشباب في مواقفهم من تعلم الفتاة هي 79.8% مؤيد لها, لكن عندما تكلمنا عن عمل الفتاة وصلت النسبة إلى 59.9% وعندما سألنا عن خروج الفتاة انخفضت النسبة إلى 24.9% هذا يعني أن هناك نظرة اجتماعية وقيما معنية يجب معرفتها وتحليلها من خلال البرامج الحوارية وتوضيح ماذا يعني العمل ودوره في بناء الانسان وأيضا الدور التنموي يجب أن يفهمه هذا الجيل ويجب محاربة الجهل.
سيطرة الاعلام المرئي
وبالنسبة لما يقال عن صحافة المنظمات الشعبية يجب ألا نأخذ بالمطلق ما يقال عنها لأن نفس الشخص الذي يتكلم عن هذه الصحافة أنها أقل تأثيرا, هو نفسه يتحدث عن الاعلام بالعموم وهي آراء معلبة ومع ذلك لم نمتلك حتى الآن أن نقول أين أصحاب الاعلام عموما وأين أخطأ لأننا لو توجهنا لنفس البحث السابق نجد أن الذين يقرؤون الصحف من فئات الشباب هم 2% فقط وهذا يعني أن هناك اشكالية المقروء في ثقافتنا وهناك سيطرة للاعلام المرئي على ثقافة الجيل وأنا أرى أن هناك مسؤولية كبيرة علينا وتتطلب الدراسة والبحث عن الشكل والمضمون الذي ينسجم وحاجات الجيل والمجتمع ونحن في المسيرة 50% من المنشور من أقلام الشباب والباقي هي امكانية الجريدة للحوار وتسليط الضوء على المشكلات.
لم يأخذ حقه
الاستاذ علي الظاهر رئيس تحرير جريدة الجولان قال حول نفس الموضوع: يجب أن نؤكد على ثقافة الاعلام المقاوم ونركز على هذا الموضوع من خلال المرأة التي تمارس المقاومة كفعل في الخندق الثاني مع الرجل وتمارسه في حياتها اليومية في العمل باخلاص والسعي للعلم, وتنشئة الأولاد بثقافة ومعرفة.
ويتابع: إن جريدة الجولان حديثة فقد تأسست عام 2006 الا أنها تحاول استقطاب الأفكار الجديدة والاقلام الشابة الوطنية لاعطاء الجولان حقه اعلاميا, اذ من المؤسف أننا نقرأ الجولان وحتى الآن بأقلام الغرب وليس بأقلامنا.
وهناك الكثير من السلبيات التي يجب تجاوزها في الاعلام والتي يجب اعادة النظر والرقابة فيها قبل كتابتها أو بثها وعرضها للمشاهد.
يؤخذ ولا يعطى
هل عالجت صحف المنظمات مشكلات المرأة وهمومها وهل اعطتها حقها? ما دورهم?وما الاولويات..?..اسئلة أجابنا عليها رئيس تحرير صحيفة الغد السيد ايهاب حامد قائلا: نحن في صحيفة الغد نسلط الضوء على القضايا المتعلقة بالعنف الاسري وعنف المجتمع وحتى على العنف الذي يمارس على نساء الارض المحتلة ونشارك في مواضيع توعية لرفع سن الزواج المبكر واستقلالية القرار.
ويتميز اتحاد الطلبة عن باقي المنظمات بأن شريحة من الفتيات استطعن الوصول الى التعليم الجامعي وبالتالي هم من بيئات افضل وهذا يعطي مرونةاكثر والمشكلات تأخذ طابعا مختلفا عن المجتمعات المنغلقة حيث التعليم غير مسموح, لذا نحن نتوجه لهن ولشريحة الشباب للتأثير بهم وهم بدورهم قادرون بالتأثير على غيرهم.
كيفية تطوير برامج المنظمات
جميع المشاركين أشاروا الى أهمية دور الاعلام بالتشاركية الكاملة مع المنظمات الشعبية الاتحاد النسائي , شبيبة الثورة والطلبة.. واكدوا على ضرورة تغيير الصورة النمطية السابقة لبرامج المنظمات التي تعرض في التلفزيون السوري وبأنها أصبحت غير مشاهدة وغير متماشية مع متطلبات العصر.فما هي الآلية التي اتبعت لتغيير تلك الصورة.
الاستاذة سهير سرميني مديرة القناة الأولى قالت: توجد الية جديدة وخطة منذ سنة لتحسين تلك البرامج في القناة الأ ولى وعلى اذاعة صوت الشعب ولتغيير الآلية السابقة والصورة المعروفة من حيث الشكل والمضمون وتفعيلها بشكل أكبر وقد تم عقد عدة اجتماعات مع مسؤولين عن المنظمات حول هذه البرامج وكان هناك نقاط تم الاتفاق عليها وكان التغيير الكبير على تلك البرامج بحيث المشاهد نفسه لايمكن التعرف عليها, مثل البرنامج الجديد لك كان برنامجا للمرأة وسيتغير توقيت بثه ويمكن مشاهدته بوقت يناسب شريحة كبيرة وزيادة مدة البرنامج وأصبح مباشرا وتفاعليا مع المشاهدين ويعالج كل القضايا التي تخص المرأة وبرنامج الطلبة صار اسمه (أحلى الايام) وهو لقاء حواري بين الطلبة يطرح همومهم ويأخذ اراءهم إضافة إلى نشاطات المنظمة أما برنامج الشبيبة فاسمه الجديد (شباب شباب) وهو بقالب ومفهوم جديد يناقش كل قضايا الشباب.
قضايا المرأة ليست ترفا
الاعلام سلاح ذو حدين وتمسك بزمامه مؤسسات قد توجهه لاحداث التغيير الايجابي للواقع أو قد تستثمره بعض القوى ليكون عكس التطلعات والاهداف..
كيف يمكن للاعلام أن يقوم بدوره الايجابي فيما يخص الواقع المعاشي للمرأة, ومن هو المسؤول?..
الدكتورة نجوى قصاب حسن: اذا أرادت المؤسسة الاعلامية ذلك لابد أن تسبق حركة المجتمع وأن تمتد للتغيير باتجاه بناء المستقبل وهذه مسؤولية الاعلامي والمثقف والتربوي بأن يعدوا معالم التاريخ من أجل تسريع الخطا باتجاه التقدم والاهتمام بقضايا المرأة والنوع الاجتماعي وأن يكون في أولوية اهتمامات الاعلام لان قضايا المرأة ليست ترفا أو موضوعا هامشيا يمكن تأجيله أو دمجه مع مسائل اجتماعية اخرى بل لابد من تغيير الصورة النمطية للمرأة واعادة تشكيل الوعي المجتمعي فيما يخص القيم والمفاهيم التي تتوافق مع منطق العصر ومع المضمون الانساني لهويتنا الحضارية والثقافية ومع ما يتماشى مع ما تطرحه المؤسسات الدولية من افكار وتوجهات وبشكل يحقق الارتقاء بواقع المرأة.
ازدواجية دور الاعلام
كيف يمكننا تثبيت معتقدات وعقائد ايجابية كانت موجودة في المجتمع وابعاد عادات جديدة هي سلبية ودخيلة على عاداتنا ذلك من خلال تعزيز دور الاعلام الايجابي ولاسيما فيما يتعلق بقضايا المرأة. فهل أخذت المرأة حقها في هذا الدور.
الدكتورة أميمة معراوي قسم الإعلام قالت: إن للاعلام دورا قويا وحاسما في دفع مسيرة المرأة نحو الامام ولكن للأسف يوجد تغييب في دور الوعي للمرأة وللانسان ككل وفي حال كان هناك دور ايجابي لوسائل الاعلام فالترويج يجب أن يوصل هذا الصوت أو ايجاد طريقة لايصال هذه الايجابية الى الجمهور المختص وبالأخص المرأة وأن توجد آليات تتجاوز السلبية الموجودة فيه ونحن هنا نركز على كيفية الترويج وما الآلية لذلك ونبحث فيما يقوله الاعلام وهل البرامج كافية وفي حال كانت الاجابة لا, ما هي السبل للتغيير وهل مضمون مجلة المرأة العربية يلبي الحاجات ويوجد صورة ذهنية عن اعلام المنظمات مسبقة سلبية وأنه غير مشاهد ولايلبي الحاجات ولهذا سوف يتم عمل استقصاء واستمارة لمعرفة الصورة بدقة ولتحسين المضمون والشكل. بحيث ينطلق المضمون من حاجات المرأة.