وللحقيقة والأمانة المهنية ،المعنيون غير مرة أعلنوا عن عدم رضاهم وصرحوا عن تنامي قلقهم من المشهد ،ورغبتهم إنزال الستار أو على الأقل هندسة المشهد ولكنه الواقع المعيق ..الأزمة وتداعياتها .
وللموضوعية والمصداقية هذا المشهد كان موجوداً في الماضي و يتسع في الحاضر وسيكون في المستقبل ..لأنه ليس ظاهرة بلا خلفية ،ولا نتيجة أزمة ولا هو جينات تنتقل بالوراثة ،هو بداية ومنتهى نتاج سياسات تصنعها حكومات .
والأشد إيلاما في هذا المشهد أن بعض أصحاب البسطات معظمهم أطفال هجروا طفولتهم وملاعب شقاوتهم واحتكروا براءتهم ..شطارة ومكسب .
والايجابية الوحيدة لهذه الظاهرة امتصاص جزء من البطالة وما تورثه من خصال غير حميدة في ظروف شرطية كظروفنا اليوم الاقتصادية والاجتماعية والمادية ،وفي بعده الإنساني مصدر لعيش شريحة من البشر ،بينما مخاطرها كثيرة وسقفها غير محدود ويكفي أنها تشوه قيم العمل وتقتل روح المبادرة عند الشباب ،فضلاً عن خطورة ما يباع على البسطات من مواد غذائية منتهية الصلاحية ومساحيق غير مصنعة بعناية تضر بجمالك وصحتك سيدتي .
انسداد الأفق وما من خيار آخر ..هذا رأي أصحاب هؤلاء البسطات المنتشرة على الأرصفة وزوايا الطرقات والساحات ومداخل الحدائق بيافطات “بدنا نعيش “
و ما لم نسمعه رأي المعنيين الذين يملكون خيارات وإمكانات لرفع الغطاء عن هذه الظاهرة وأمثالها وإبرازها للعلن ..أرقام ووقائع ،والتشخيص خطوة العلاج الأولى .