فالشواطئ في القرن الماضي عكست دورها تماماً حيث أصبحت القوة الدافعة وراء الرفاهية الاقتصادية وعليه لا بد من العمل على استمرار جودة البيئة بكافة جوانبها وتحسينها في المواقع السياحية التي تحتاج لذلك كون السياح عادة ما يرغبون في زيارة مواقع تمتاز بالطبيعة الخلابة والبيئة النظيفة غير الملوثة حيث تعتبر السياحة المستدامة من وجهة نظر البعض نوع من أنواع السياحة على الرغم من أن هذا المفهوم أوسع بكثير من ذلك فالهدف هو جعل جميع أنواع السياحة مستدامة لتصبح شرطاً للسياحة وليس نوعاً واحداً منها كونها تهدف إلى تنمية وتحسين المناطق والمدن السياحية على حد سواء مع الأخذ بعين الاعتبار تقليل الآثار السلبية البيئية من فقدان التنوع البيولوجي والآثار السلبية على الحياة البرية والتلوث الضوضائي وجودة المياه والهواء والمخلفات الصلبة والآثار الناجمة عن سلوكيات السياح في المواقع الطبيعية السياحية.
فالساحل السوري يمتد من محافظة طرطوس جنوباً حتى رأس البسيط شمالاً بطول يمتد 180 كم. ويساوي 35 ميلاً بحرياً (65 كم) تقريباً من شاطئ البحر المتوسط وعليه فإن تزايد عدد السكان في الساحل السوري وعدد الزوار والأنشطة السياحية (وخاصة في ظل الظروف الراهنة) أدى إلى زيادة الآثار السلبية للسياحة على الموارد البيئية الطبيعية نتيجة عدم الاستخدام الرشيد للأراضي والموارد الطبيعية من مياه وطاقة.
كما ان كفاءة الإدارة البيئية للمشاريع السياحية (كترشيد المياه والطاقة وكفاءة استخدام الموارد الصديقة للبيئية) يقلل من الآثار السلبية للسياحة ويساعد على اتخاذ الخيارات المناسبة لتحقيق التنمية السياحية المستدامة وبالتالي صيانة الموارد الطبيعية لأجل إدامة استخدامها مستقبلاً مع تمكين الأجيال الحاضرة من الاستفادة منه ويسهم في تحقيق أهداف التنمية السياحية المستدامة من ازدهار المحلي والجدوى الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وضمان استمرارية قدوم السياح وجودة العمل ورفاهية المجتمع والغنى الثقافي والاهتمام البيئي والتنوع البيولوجي.
وعليه فإن الاستدامة عنصر هام لمستقبل السياحة وهي تحتاج إلى حزمة من الاجراءات منها الإدارة الرشيدة للموارد، وإدارة عملية التنمية بيئياً والتحقق من الإجراءات المناسبة لكل خطوة، بالاضافة الى مشاركة أصحاب المصلحة مشاركة فعالة وبناء القدرات والدعم العلمي ودعم الوعي العام والتدريب المدعوم بالبحث والممارسة.
كلها خطوات رئيسية على قدم المساواة لتحقيق الرؤية والحفاظ على البيئة في ظل التنمية السياحية من خلال ترجمة هذه المبادئ إلى أفعال.