تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تساؤلات في الصميم

نافذة على حدث
الثلاثاء 8-12-2015
عبد الحليم سعود

لم يعد السؤال اليوم من الذي يدعم الإرهاب حول العالم ومن يحاربه، فقد تكفلت الحرب الإرهابية العالمية ضد سورية نحو خمس السنوات الماضية بالإجابة مراراً وتكراراً عن هذا السؤال، فاضحة دور الغرب وأدواته ومسؤولية حكوماته عن كل هذه المآسي والخراب والفوضى التي تعانيها منطقتنا على وجه التحديد.

فهل ثمة من يصدق أن الرغبة في الإصلاح والتغيير السلمي والمشاركة في الحكم تتطلب كل هذا العنف والقتل والإجرام، فلو كانت المسألة مجرد “ربيع عربي” ومطالب شعبية كما يدّعون، فما الحاجة إلى استحضار كل هؤلاء المرتزقة والإرهابيين الذين يحملون في فكرهم وسلوكهم كل ما يعادي الحضارة والإنسانية والتطور وقيم الحق والعدالة، وما مبرر هذا الأسلحة وهذه الأساطيل وهذا الحشد الكبير من قوى الاستعمار والهيمنة الغربية التي آخر ما يعنيها هموم شعوبنا ومصالحها وخياراتها الوطنية؟!‏

إذ لا يكاد يمر يوم تقريباً دون تطورات سياسية مشبوهة أو أحداث إرهابية دامية ترهن مستقبل العالم وتسلمه للمجهول، في محاولة من بعض القوى الكبرى لإعادة تركيب العالم وهيكلته مجدداً على وقع “الحرب على الارهاب” أو الحملة العالمية ضد تنظيم داعش”، فهل من الطبيعي اختصار المشكلة في ظاهرة إرهابية واحدة مثل داعش، وتجاهل الدول والجهات التي تنتج سياساتها الحمقاء المزيد من الظواهر الإرهابية كل يوم كما تفعل السعودية وتركيا وإسرائيل وقطر ومن خلفهم واشنطن ولندن وباريس..؟!‏

والسؤال ماذا حقق التحالف الافتراضي الذي تقوده واشنطن منذ أكثر من عام، سوى تقوية داعش وزيادة رقعة سيطرته وإرهابه حول العالم، بحيث وصلت طلائعه إلى مصر واليمن وليبيا ودول أخرى، لنكتشف أن الهدف المعلن يختلف تماماً عن الأهداف والنيات المخبأة، فمساعدة التنظيم واحتواؤه والاستثمار فيه هي محور اهتمام الغرب وحكوماته..؟‏

فهل تجاهل الغرب لحماقات أردوغان ودوره الواضح في رعاية الارهاب يسهم في محاربة داعش، وهل مجاملة السعودية في تطرفها وإرهابها تخدم هذه القضية، أم إن إعطاء الحق لإسرائيل في قتل الفلسطينيين وتهجيرهم “دفاعاً” عن نفسها يحقق السلام في المنطقة.. إن السؤال المطروح اليوم هو حول مصير ومستقبل البشرية في ظل قرقعة السلاح الجارية..فمن يطمئن العالم..؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية