يكون الطفل في الأشهر الأولى من عمره، وغالباً قبل الشهر السادس، متلقياً ومتفاعلاً مع كل ما يجري من حوله، وكونه لا يستطيع بعد التعبير بالكلام، فإنه يعبر عن مشاعره بالبكاء.
عليك أن تعرفي أن ابنك حساس جداً في هذه المرحلة، فالتدفئة الزائدة تزعجه والبرد الشديد يضايقه، كما أنه لا يمكن أن يبقى جامداً في حال كان الجو في المنزل متوتراً فهو في النهاية إنساس حساس وليس قطعة من أثاث المنزل.
عليك دائماً أن تحاولي معرفة سبب بكاء طفلك حتى ولو كان نظيفاً وغير جائع، إذ غالباً ما يكون سبب هذا البكاء إحساسه بالخيبة أو الغضب من شيء معين ولا يكون بسبب معاناة ما.
وستلاحظين مع الوقت أنه يكتفي ببعض الكلمات المواسية أو بضمة صغيرة منك ليهدأ ويتوقف عن البكاء.
وقد أكدت الدراسات أن الأطفال(دون الستة أشهر) الذين كان أهلهم يتفاعلون معهم خلال الدقائق الأولى لبكائهم هم الأطفال الأكثر إحساساً بالأمان كما أنهم يصبحون فيما بعد أقل بكاءًَ مقارنة بغيرهم.
وغالباً ما ينفجر الأطفال من البكاء ليلاً قبل موعد النوم، حاولي أن تهدئيه بجميع الأساليب البسيطة التي تعرفينها ومن ثم افهميه أن الوقت قد حان لوضعه في السرير.
وغالباً ما ينام الأطفال بعد 10 إلى 15 دقيقة من تركهم لينعموا بالهدوء في سريرهم أما إذا استمر بالبكاء فاحمليه بين ذراعيك وهدهدي له قليلاً حتى ينام ومن ثم ضعيه في سريره.
قد يكون بكاء بعض الأطفال بشكل أكثر من غيرهم حيث يميلون إلى الصراخ... لا تخافي فمثل هذا الطفل نادراً ما يصرخ من الألم وخاصة إذا لم يكن مصاباً بالحرارة أو بأي اضطرابات هضمية، كما ينتقل بعض الأطفال من الضحك إلى البكاء بسرعة عجيبة دون أن نعرف سبب ذلك وحتى هو نفسه لا يعرف السبب إذا سألته عن ذلك! إنه لا يعرف ما الذي يجعله غاضباً وما الذي يخيفه، وماالذي قد يسبب له الألم أو ما الذي يجعله قلقاً وغير مرتاح.
يعتبر البكاء عند الأطفال في هذا العمر وسيلة للتعبير عن الذات وعن المشاعر، وخاصة أنه لم يمتلك بعد أن يتكلم ويعبر عما بداخله حاولي أن تلهيه وأن تشغليه بشيء محبب له فيتوقف تدريجياً عن البكاء، ولكن مع تجاوزه لعمر الـ 16شهراً عليك أن تتعاملي مع بكائه بحزم أكثر، فقد دخل طفلك في بداية مرحلة المعارضة وإثبات الذات.
الدكتور بشار الحاج علي
الاختصاصي بأمراض الأطفال والخدج