تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما حقيقة شبح «التهديد» النووي الإيراني ؟

 بقلم: بن شراينر كاتبٌ مستقل مقره في ولاية ويسك
ترجمـــــــــــة
الاثنين 4-2-2013
 ترجمة : حنان علي

«لا يمكنك أن تقتل من لم يحيا أبداً « عبارة مفيدة في تحليل ما يسمى ب «التهديد النووي الإيراني».

قدّر مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية في تقرير سابقٍ نُشر في ماكلاتشي ، بأن إيران لن تكون قادرة على صنع سلاح نووي قبل عام 2015 أو 2016 ، بينما يستمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحذير أن إيران ستحقق قدرات نووية قبل الربيع المقبل، و على الأكثر بحلول الصيف. بالطبع، هذا التحذير ما هو إلا تتمة لإدعاء مبكر بدأ في عام 1992 ، بأن الدولة الايرانية تحتاج من 3 إلى 5 لتكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية .‏‏

انتقد مسؤول اسرائيلي آخر مبرراً لماكلاتشي، «هل نبكي الذئب مبكراً جداً ؟» نعم ولنكون أكثر دقة - في وقت مبكر و في أغلب الأحيان ، لم يكن هناك إصرار لإنتاج قنبلة نووية تخشى منها الشعوب « وتابع المسؤول الإسرائيلي : «علينا أن نلاحظ أن هناك تباطؤاً متعمداً لإنهاء تلك التجارب. »‏‏

إن إيران لم تسر بخطى عاجلةً نحو إنتاج القنبلة النووية . وقد وجدت كل من الولايات المتحدة وتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية مرارًا انها لا تسعى لصنعها . خاصةً أنه منذ ما يقارب العام ، أصدر الزعيم الايراني الأعلى آية الله خامنئي ، لأول مرة في الجمهورية الاسلامية ، فتوى ضد الأسلحة النووية ، معلناً في أوائل عام 2012: «منطقيًا ودينيًا ونظريًا، تعتبر حيازة الأسلحة النووية خطيئة جسيمة» كما أفتى أن انتشار هذه الأسلحة المدمرة والخطيرة إجراء بلا معنى . و أتى تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في الشهر الماضي ، أن فتوى خامنئي أمرٌ ملزم : « ليس هناك شيء أكثر أهمية في تحديد إطار أنشطتنا النووية من فتوى القائد»، وذكر مهمانبرست. «هذه الفتوى هي تعليمات لعملياتنا ».‏‏

وهذا الموقف النووي الإيراني يتعارض تماماً مع نظيره في الولايات المتحدة وإسرائيل.‏‏

يوجد في اسرائيل ما يقارب 200 سلاح نووي. ومن غير المعروف على وجه التحديد كم عدد القنابل لديها . إسرائيل التي ترفض التوقيع على معاهدة منع الانتشار النووي (الذي قامت به إيران)، أو السماح للمفتشين الدوليين (بينما إيران لا تزال تفعل ) .‏‏

وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة في الواقع - الدولة الأكثر نشراً للأسلحة النووية في العالم – و هي حاليا في خضم تطوير ترسانتها المؤلفة من 5113 رأساً حربياً نووياً. مع التحفظ على مقدرات تصل إلى 400 مليار دولار ، وفقا لتقارير صحيفة واشنطن بوست، و هي الأكثر تكلفةً في تاريخها .‏‏

و مع هذا كله فإن إيران هي الدولة التي تشكل التهديد النووي !‏‏

في الواقع، نتنياهو، في تحد لبداهةِ بلاده خاصة، لا يزال حتى يومنا هذا يحذر من «سباق إيران لتحقيق قدرة نووية. كما أن الخشية الأمريكية من التهديد النووي الإيراني، لا يمكن إنهاؤها ببساطة. ومن غير المسموح إغلاق هذا الملف ، و تعتزم الولايات المتحدة الاستمرار بخططها العسكرية ضد إيران .‏‏

كشف وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك في مقابلة أجرتها مؤخرا جريدة البيست اليومية معه ، أن وزارة الدفاع الأمريكية وضعت خططا مفصلة لـ «عملية جراحية» ضد إيران . ومن الجدير بالذكر أن الكثير من التكهنات بشأن ضربة أمريكية محتملة ضد إيران تتركزعلى استخدام البنتاغون لأسلحة ضخمة من الذخائر المتفجرة جوياً و هي «أم كل القنابل» . و كما هو معروف فإن «أكبر ترسانة للأسلحة العسكرية غير النووية قائمةٌ في الولايات المتحدة الأمريكية . ومن الواضح الآن أن تعريف ما يسمى ب «عملية جراحية» أصبح استعراضاً أكثر من أي وقت مضى .‏‏

وفي الوقت نفسه، أفادت تقاريرعن صحيفة هارتس بأن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت ستة مقاتلات رابتور في قاعدة الظفرة الجوية بدولة الإمارات العربية المتحدة . و هذه المقاتلات كما أوضحت الصحيفة الإسرائيلية ، « الأكثر تقدما حاليا في الاستخدام التشغيلي من قبل القوى الجوية الأمريكية ، المقاتلة الوحيدة التي لديها القدرة على التهرب من أنظمة رادار العدو في جميع أنحاء العالم. و كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أرسلت هذه المقاتلات في شهر نيسان الماضي، مدعية في ذلك الوقت أن انتشارها سيكون مؤقتاً. ولكن بعد تسعة أشهر، أظهر تعزيزها و نشرها للطائرات الحربية هناك ، أنه انتشار دائم .‏‏

من المفيد مرة أخرى مقارنة إجراءات واشنطن العسكرية في الخليج مع موقف طهران..!‏‏

وفقاً لتقرير نيسان في البنتاغون ، فإن نظام إيران الدفاعي يظلُّ دفاعاً عن النفس. وقدرات إيران العسكرية، كما يشير التقرير، تهدف على وجه التحديد إلى «إبطاء الغزو» و«فرض حل دبلوماسي للأعمال العدائية الموجهة ضدها ».‏‏

و في النهاية فإن مرابطة المقاتلات في دولة الإمارات العربية المتحدة، جنبا إلى جنب مع أرمادا البحرية في مياه الخليج الفارسي، يجعل من الواضح تماما ما تهدف إليه خطط الدفاع الأميركية. وأن التهديد النووي الإيراني ليست سوى تهديد الشبح. و لا يمكنك اخيراً قتل من لم يعش أبداً .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية