جوائز هامة في المهرجانات التي شارك فيها، ونال إعجاب الجمهور والنقاد، وقد حمل في مسيرته الفنية العديد من الألقاب (الفتى الأول، الممثل العالمي..) وأطلقت عليه صحيفة سويسرية لقب (أنطوني كوين العرب).
إنه الفنان أديب قدورة الذي يعود إلى عالم السينما بعد انقطاع دام حوالي ثلاثين عاماً، من خلال الفيلم الروائي القصير (توتر عالي) إخراج المهند كلثوم، تأليف سامر محمد اسماعيل، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.. معه كان لنا هذا اللقاء حول مشاركته في الفيلم :
أين تنبع خصوصية فيلم (توتر عالي)؟
يتحدث الفيلم عن قصة حب تجمع شاب بفتاة وهما قادمان من قريتهما إلى دمشق، لتحقيق أحلامهما، ما يخلق لهما عالماً سحرياً شفافاً يغيبان فيه عن خشونة الواقع وقسوة الحياة، تدور الأحداث في حي المهاجرين قبالة مشهد ساحر من البيوت المتلاصقة على ذرا قاسيون. ويتناول الفيلم مجتمع الهامش، أو ما يسمى مجتمع العشوائيات، لكنه يسعى لتقديم فكرة مغايرة عن سكان هذه المناطق عبر حساسية سينمائية بحتة من سكان هذه الأماكن، مسجلين ما يشبه حلماً طفولياً عن مجموعة بشرية وعمرانية تحيط بدمشق من كل الجهات، لنشاهد الناس بعيداً عما اعتادت الدراما أن تقدمه. ويجمع الفيلم بين الواقع والرمز، فكل ما يحلم به الشابان يمثلانه على خشبة المسرح، ليغدو حلمهما حقيقة، وهنا يظهر التناقض بيناً بين الواقع المعاش والأحلام.
وماذا عن شخصيتك؟
أجسد شخصية أحد المحاربين القدماء الذي يعتبر الحب خلاصاً من العذابات التي تصادفنا في الحياة. وهو يفتح بحي شعبي دكاناً سقفه من التنك، ومع ذلك يحمل المكان الكثير من الذكريات الجميلة التي تخفف من وطأة الحياة وقسوتها، وكان هذا المكان ملاذاً للشاب، فكلما اصطدم مع فتاته يلجأ إلي، ليعيدني إلى عهد بعيد لا يشبه هذا الذي يعيشونه، حيث كانت البساطة والطيبة والحب هي التي تجمع الناس مع بعضها. وكان الصدق والعفوية هما السمة الأساسية فيه.
كان الدور يركز على تلك المفارقات بين فترة ولت وحاضر يحمل ما يحمل من المآسي والآلام ومشاق الحياة، فأحاول أو أكون ذاك البلسم الذي يخفف إلى حد ما من ذاك كله.
ما الذي دفعك للمشاركة في الفيلم؟
أحببت الشخصية التي لعبتها، كما أحببت الفيلم ففيه الكثير من اللمسات الإنسانية، فهو يرى الحياة أشبه بتلك العشوائيات، فهي غير مستقرة، يحكمها التناقض من الفشل والقهر تارة، والنجاح تارة أخرى، الكهرباء دائمة الانقطاع دون تنظيم، وفي لحظة من اليأس واللاوعي، يصعد الشاب إلى عمود الكهرباء ظناً منه أنه يستطيع إعادة التيار الكهربائي !..
واللافت أن المخرج يحمل داخله طموحاً كبيراً باتجاه صناعة سينما جميلة، هذا من جهة أما من جهة أخرى فمن المهم جداً أني عدت إلى القطاع العام (المؤسسة العامة للسينما) التي شهدت أولى نجاحاتي. وما أتمناه دائماً أن تحقق المؤسسة المعادلة الصعبة بين (الفكر والجماهيرية) ولا شك هي تملك الامكانات جميعها لتحقيق ذلك، ولا أخفي سعادتي بالعودة إلى ربوعها.
كيف نعيد للسينما مجدها وألقها؟
لاشك أن سورية، سواء داخل المؤسسة العامة للسينما أو خارجها تمتلك عناصر فنية راقية جداً من (الإخراج، المصورين، الكتاب، السيناريو..) وأضف إلى ذلك المناخ الملائم لذلك، ومع ذلك لم أجد مبرراً لهذا الكم الضئيل من الانتاج، وأتمنى أن يكون هناك انطلاقة جديدة من حيث الكم الانتاجي للمؤسسة فالجمهور العربي والمغتربون يعشقون السينما السورية التي حققت نجاحات باهرة، وتربعت أفلامها على عرش التفوق والتميز. فترجمت إلى العديد من اللغات. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاحها.
هل من أعمال قيد التصوير؟
كان هناك فيلم سينمائي عن الثورة العربية الكبرى، لكن تصويره تأجل بسبب الأزمة السورية. وثمة عروض تلفزيونية ومسرحية عديدة عرضت علي، لكننا لم نتفق لجهة الأجر.