نزار الشاعر المتفرد وصاحب الحضور الأكبر في الوجدان العام, يحاكم في جلسة علنية لمجلس الشعب, والتهمة قصيدة فضح فيها العرب وعرّاهم ومسّ أمجادهم الغابرة, ما دفع أصحاب العمائم والذقون المحشوة بغبار التاريخ-على حد قوله- للمطالبة برأسه.
«خبز وحشيش وقمر» كانت أول مواجهة بين نزار والخرافة والتاريخيين, القصيدة التي تناقلتها الصحف السورية والعربية أثارت حفيظة بعض النواب إلى حد طرحها تحت قبة البرلمان, لكن خالد العظم وزير الخارجية في الفترة عينها, رفض محاكمة القصيدة الداعرة الفاجرة الانحلالية الالحادية كما وصفها- المدّعي-, قائلاً: «إن نزاراً قد خلقه الله شاعراً وأنا كوزير خارجية لا سلطة لي عليه ولا على شعره فإن كنتم تقولون: إنه هجاكم بقصيدة فيمكنكم أن تهجوه بأخرى مضادة..».
تلك الأصوات النشاز رحلت ولم يبق عبر التاريخ سوى نزار وقصيدته.
ولنا في التاريخ عبرة وإسوة, فيا أيها الناخبون هل ستعتبرون وتتأسون فلا تمنحون أصواتكم إلا لمن يستحقون؟!.
وأنتم أيها المرشحون هل ستسمعون أصوات الذين لا يلتقون بالخبز في بلادي.. إلا في الخيال, هل ستنجحون في ملامسة وجع السوريين لتستحقوا أن تشغلوا مقاعد تمثلون فيها شعباً تحمل التضحيات الكبرى ويستحق أن يرتفع من سيمثله في المجلس النيابي إلى مستواه؟!.
أيها الطامحون أو الطامعون.. صوركم الملونة وحتى وجوهكم وملامحكم وأموالكم, وشعاراتكم التي رفعت بكل أخطائها اللغوية سينساها المواطنون, لأن مايمكث في ذاكرة الناس فعلكم لا قولكم عندها, وعندما يكون المجلس على مقام الشعب لامقاسكم يحق لكم أن تقولوا لهم: نحن على العهد باقون.
fadiamsr@yahoo.com